المحذور، فيقولون: نثبت ما أثبته الله لنفسه، وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تعطيل ولا تحريف، ومن غير تكييف ولا تمثيل.

فلما ذكر المصنف ـ رحمه الله ـ الإثبات ذكر المحذور الأول، وهو عدم التعرض للكيفية، ثم ذكر المحذور الثاني فقال:

أو اعتقاد شُبهَةٍ أو مِثليةٍ"، وفي بعض النسخ:"اعتقاد شِبْهِه أو مِثليةٍ"، وفي بعضها:"شِبْهِه أو مَثِيلِه"والمقصود هنا عدم اعتقاد التشبيه أو التمثيل، يعني أن يحترز المؤمن من الخوض في صفات الله تبارك وتعالى بالتشبيه أو التمثيل، ومعناهما متقارب، وبينهما فروق.

والفرق بين التكييف والتمثيل:

أن التكييف: أن يتصور الإنسان للصفة كيفية في ذهنه يقدرها، سواء كان هذا على سبيل القياس على صفة المخلوق ـ وهذا هو التمثيل ـ أو على سبيل تقدير أمر في الذهن يتوصل إليه بتصوره وفهمه. فالتكييف قد يكون تمثيلاً، وقد لا يكون كذلك

والتمثيل: إثبات الصفة لله تبارك وتعالى على وجه يماثل صفة المخلوق، فيقيس صفة الخالق تبارك وتعالى على صفة المخلوق. ولهذا يقول الإمام إسحاق بن راهويه ـ رحمه الله ـ: " إنما يكون التشبيه إذا قال: يد كيد، أو مثل يدي، أو سمع كسمعي. فهذا تشبيه، وأما إذا قال كما قال الله: يد وسمع وبصر، فلا يقول كيف، ولا يقول مثل سمع، ولا كسمع. فهذا لا يكون تشبيهاً عنده، قال الله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} 1 " 2.

وعلى هذا فكلُّ ممثل مكيف؛ لأنه جعل لصفة الله تبارك وتعالى كيفية،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015