الله؟ قال: قلت: لا. قال ثم تكلم ساعة، ثم قال: إنما تفر أن تقول: الله أكبر، وتعلم أن شيئاً أكبر من الله؟ " 1.
فالله عز وجل أكبر من كلِّ كبير، ومهما يخطر في بال الإنسان، ويدور في خياله من كبر في الوصف والجمال والجلال والحسن والكمال فالله أكبر من ذلك، لا يبلغ كنه صفاته الواصفون، ولا يدرك كيفية ذاته الناعتون، الله أكبر وأعظم وأجل من أن تدرك كماله وجلاله وجماله وعظمة صفاته عقول الناس القاصرة.
والسلف رحمهم الله يعدون الخائض في هذا الباب، وهو معرفة كيفية صفة الله من المبتدعة أهل الأهواء، ويعدون مسلكه مسلكاً محدثاً مبتدعاً، كما فعل الإمام مالك ـ رحمه الله ـ عندما سأله السائل: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} كيف استوى؟ فغضب حتى علاه الرحضاء، أي: العرق وقال: " الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلا رجل سوء، أخرجوه عني " 2. فأمر بإخراجه من مجلسه، لأنَّ طريقته طريقة محدثة وباطلة، إذ سأل عن الكيفية، والسؤال عنها أمر باطل، لا يجوز لأحد أن يتعرض له أو يخوض فيه.
إذاً من المحاذير التي ينبغي للمسلم أن يحترز منها عندما يثبت لله تبارك وتعالى صفاته الواردة في الكتاب والسنة: التكييف. ولهذا درج أهل السنة في العقائد التي يكتبونها على التنصيص على التحذير من الوقوع في هذا