وخيرته من خلقه"، في بعض النسخ"من جميع خلقه"والمؤدى واحد.

محمد سيد البشر، الذي بلغ رسالة ربه، ونصح لأمته، وجاهد في الله حق جهاده، وأقام الملة، وأوضح المحجة، وأكمل الدين، وقمع الكافرين، ولم يدع لملحد مجالاً، ولا لقائل مقالاً

تحت هذه الكلمة كلام قد يطول، لكن المصنف ـ رحمه الله ـ لمَّا وصف كتاب الله بتلك الصفات التي توجب على المسلم الإقبال عليه وتدبره والأخذ عنه، ثنَّى بذكر هذه الصفات للنبي المختارصلى الله عليه وسلم؛ ليقبل المسلم وطالب العلم على الأحاديث التي صحت عنه، ويأخذ منها عقيدته بغاية الاطمئنان؛ لأنَّه رسول مبلغ عن الله، بلَّغ البلاغ المبين، ونصح لعباد الله، وأرشدهم لدينه، وبيَّن المحجة، وأقام الملة، ولم يدع لقائل مقالاً ولا لمتكلم مجالاً. وإذا كان الأمر بهذه المثابة وبهذه المكانة، فلماذا يُترك قولُه ويصار إلى قول غيره في المعتقد؟! لماذا لا يسع الناس ما جاء عنه.

الذي بلغ رسالة ربه"بلغ"صلى الله عليه وسلم رسالة الله وافية كاملة، بلا نقص ولا زيادة.

ونصح لأمته"فكان"صلى الله عليه وسلم في غاية النصح، إذ هو أنصح للإنسان من نفسه، وهذا من المعاني التي قيلت في قوله تبارك وتعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} 1 أي أنه أنصح لك من نفسك، فينصح لنفسك أكثر من نصحك لنفسك، وأحرص على نفسك منك صلى الله عليه وسلم.

وجاهد في الله حق جهاده وأقام الملة الملة هي دين الله عز وجل: الإسلام، فأقامه صلى الله عليه وسلم بالبيان والإيضاح والدلالة والإرشاد والمجاهدة في الله حق جهاده.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015