عَلَيْهِمْ} 1 أو نحوها، عندما تمر عليك مثل هذه الآيات، هل لك أن تقلق؟! أو تستوحش منها؟! أم أنك تأخذها بغاية الاطمئنان؟! "لا شك أنك تأخذها بغاية الاطمئنان؛ لأنها تنزيل من حكيم حميد.
أمَّا المبتدع فطريقته في التعامل مع هذه الصفات التي في القرآن طريقة أخرى، بل وضع المبتدعة لطلابهم قواعد يحذرونهم بها من نصوص القرآن الكريم، فيقرأ المبتدع القرآن الكريم وهو خائف أن يفسد عليه عقيدته؛ لأنَّ ظواهر القرآن ـ عندهم ـ فيها تشبيه وتجسيم، وفيها أمور لا تليق بالله ـ بزعمهم ـ. ولهذا يقولون لطلابهم: اقرأوا القرآن مجرد قراءة، إياكم أن تحاولوا أن تفهموا شيئاً من القرآن. ووضعوا قواعد كثيرة في هذا الصدد، ولهم كلام في غاية السوء والخبث في هذا المجال.
ومن ضمن هذه القواعد التي وضعوها في الصد عن تدبر القرآن: أن القرآن لا يتدبره إلا مجتهد. وأنه لا يوجد مجتهدون في زماننا. والنتيجة: أن القرآن لا يؤخذ منه ولا يُتدبر، وإنما يقرأ قراءة عابرة لمجرد التعبد.
وعندما يمرون بنصوص الصفات يقرأونها مجرد قراءة، بدون أي فهْم، فهم يستوحشون من كلام الله ومن المعتقد الذي ذكره الله في كتابه وتعبَّد عبادَه بتفهمه وتدبره غاية الاستيحاش، وينفرون منه أشد النفور.
وصح بها النقل عن نبيه": هذا تنبيه للعناية بالصحيح الثابت، وأن المسلم لا يأخذ كلَّ ما يقال فيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل لابد أن يصح به السند إليه صلى الله عليه وسلم. أما الأحاديث الضعيفة، والأحاديث الواهية والموضوعة فلا تقام عليها عقيدة، ولا يؤسس عليها إيمان. إنما تؤسس العقيدة والإيمان على الأحاديث الثابتة عن المصطفى صلى الله عليه وسلم.