" وأخذوا بزعمهم ينزهون وهم يَكْذبون " فزعموا أنَّهم ينزهون الله سبحانه، ويكذبون بزعمهم أنَّ هذه الأحاديث ظاهرها التشبيه، فلم يكذِّبوا بالأحاديث ولم يؤولوها، بل فوضوا معانيها، فقالوا: هذه نصوص مجهولة المعاني وظاهرها غير مراد، ونحن نقرأ هذه الأحاديث ونصدق أنَّها جاءت عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ونفوض معناها إلى الله، فآيات الصفات وأحاديثها ـ عندهم ـ تماماً كقوله تعالى: {الم} ،: {حم} وغيرها من الحروف المقطعة، مجهولة وغير معروفة المعاني.
" فأدَّاهم ذلك إلى القولين الأولين " لأنَّ حقيقة قولهم تعطيل الرب تبارك وتعالى عن صفات كماله الثابتة له في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. وقد وُجِد في المفوضة التحريف؛ لأنَّهم يعتقدون أنَّها مصروفة عن ظاهرها، وأنَّ ظاهرها غير مراد، وإن لم يعينوا المعنى، فهذا تأويل إجمالي، ووُجِد فيهم التكذيب أيضاً.
" وكانوا أعظم ضرراً من الطائفتين الأولتين " لأنَّ ظاهر التفويض عند من يجهل حقيقة الأمر السلامة، ولهذا هم يدَّعون أنَّ السلف أهل تفويض، ويقولون: مذهب السلف أسلم. وفي الحقيقة أنَّ ظاهره وباطنه فيه الضرر والتلف.
" فمن السنة اللازمة: السكوت عما لم يرد فيه نص عن الله ورسوله، أو يتفق المسلمون على إطلاقه، وترك التعرض له بنفي أو إثبات. فكما لا يثبت إلا بنص شرعي، كذلك لا ينفى إلا بدليل سمعي "
" فمن السنة اللازمة " أي: التي يلزم كلَّ مسلم أن يعضَّ عليها بالنواجذ وأن يتمسك بها.
" السكوت عما لم يرد فيه نص عن الله ورسوله أو يتفق المسلمون على