الساعة، وأنَّ بعثته صلى الله عليه وسلم من علاماتها.
" وكان إذا ذكر الساعة " أي القيامة، وإنما سميت الساعة لأنَّها تجيء بسرعة، وقيل: لأنَّها تقوم في ساعة.
" احمرت وجنتاه، وعلا صوته، واشتد غضبه كأنَّه منذر جيش، صبَّحكم مسَّاكم " كان صلى الله عليه وسلم لمَّا يذكر الساعة وأمرها وأحوالها يكون على هذه الصفة، كأنَّه منذر جيش، وهو الرجل الذي خرج من بلده فوجد جيشاً قادماً لمداهمة البلد وإهلاك من فيها، فرجع فزعاً خائفاً يصيح بالناس، يقول: صبَّحكم أو مسَّاكم أي: الجيش.
وفعل النبي صلى الله عليه وسلم هذا ليس متكلفاً، وإنما هو تأثرٌ ونصحٌ وقيامٌ ببيان هذا الأمر العظيم والمقام الخطير، كما قال تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} 1.
وهذا يدل على أنَّ الواعظ والخطيب إذا كان متأثراً بما يقول أثر في الناس غاية التأثير، وانتفعوا بمواعظه وخطبه.
" من ترك مالاً فلأهله " أي: يرثونه عنه.
" ومن ترك ديناً أو ضياعاً فإليَّ وعليَّ " أي: من ترك ديناً أو أولاداً ليس لهم من يعولهم فهو يقوم بهم ويتولاهم. وهذا إنَّما قاله صلى الله عليه وسلم لما حصلت الفتوحات وتيسر المال والحال؛ لأنَّه كان في أول الأمر إذا جيء إليه بمن عليه دين لم يصل عليه حتى يُقضى عنه دينه.
" وأنا ولي المؤمنين " وجاء في صحيح مسلم 2: " أنا أولى بكلِّ مؤمن من نفسه "، وفي معناه قول الله تبارك وتعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ