أَنْفُسِهِمْ} 1، وله معان كثيرة، منها: أنَّه أحرص عليهم وأنصح لهم من أنفسهم. ومنها: أنَّ محبته مقدمة على محبة المؤمن لنفسه، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:""لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين " 2، وقال النبي صلى الله عليه وسلم ـ في حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما قال: يا رسول الله لأنت أحب إليَّ من كلِّ شيء إلا من نفسي ـ:""لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك. فقال له عمر: فإنَّه الآن والله لأنت أحب إلي من نفسي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الآن يا عمر " 3.

" وروى زيد بن أرقم قال:""قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيباً فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكَّر، ثم قال: أمَّا بعد، أيها الناس، فإنَّما أنا بشر مثلكم، يوشك أن يأتيني رسول ربي عز وجل فأجيبه، وأنا تارك فيكم الثقلين: أولهما كتاب الله، فيه الهدى والنور، من استمسك به وأخذ به كان على الهدى، ومن تركه وأخطأه كان على الضلالة. وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، ثلاث مرات " رواه مسلم "

" قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيباً " هذه الخطبة كما ثبت في الصحيح قالها النبي صلى الله عليه وسلم بماء أو غدير يقال له: خم، أو قم، بين مكة والمدينة، فخطب الناس في ذلك المكان خطبة.

" فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكَّر " أي: ذكَّر الناس بطاعة الله والتزام أمره والبعد عن معصيته.

" ثم قال: أمَّا بعد، أيها الناس، فإنَّما أنا بشر مثلكم " فبيَّن صلى الله عليه وسلم أنَّه بشر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015