ترك ديناً أو ضياعاً فإليَّ وعليَّ، وأنا ولي المؤمنين " رواه مسلم والنسائي. ولم يذكر مسلم:""وكلُّ ضلالة في النار "
" أحسن الهَدي هَدي محمد " وتروى أيضاً بلفظ: " الهُدى: هُدى محمد " والهَدي: هو الطريق، والهُدى: هو الدلالة والإرشاد، فأحسن الطرق طريق النبي صلى الله عليه وسلم، وأحسن الدلالة والإرشاد هو ما جاء عنه صلى الله عليه وسلم.
وفي هذا الحديث بيان أساس ذلك التأصيل المبارك والمنهج الطيب الذي سار عليه أهل السنة في افتتاح عقائدهم بالإرشاد والتنبيه على أهمية الاتباع، فهذا نبينا صلى الله عليه وسلم في كلِّ خطبة يقرر للناس هذا الأصل: " إنَّ أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد " تأكيداً على أنَّ العقيدة والعبادة والأخلاق مبناها على لزوم الكتاب والسنة. وتكرار ذلك في كلِّ جمعة فيه تنويه بهذا الأصل العظيم والأساس المتين، وأنَّه أصل ينبغي أن يفهم في كلِّ مقام، وهو أنَّ العمدة على أصدق الكلام وهو كلام الله، وخير الهدي وهو هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
" وشر الأمور محدثاتها، وكلُّ محدثة بدعة، وكلُّ بدعة ضلالة، وكلُّ ضلالة في النار " وهذا فيه التحذير من البدع، وبيان شدة خطورتها وعظم ضررها، وأنَّها مفضية إلى الضلال، وأنَّ الضلال مفض إلى النار.
" ثم يقول: بُعثت أنا والساعةَُ كهاتين " يقول النووي ـ رحمه الله ـ:""روي بنصبها ورفعها. والمشهور: نصبها على المفعول معه " 1. وزاد في صحيح مسلم 2: " ويقرن بين إصبعيه: السبابة والوسطى " وهذا فيه إشارة إلى قرب