هو أصل أصول الإيمان، وإنما تبنى أصول الإيمان على الاتباع وعلى العلم الصحيح المتلقى من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. ولهذا كان شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ كثيراً ما يقول:""من فارق الدليل ضل السبيل، ولا دليل إلا بما جاء به الرسول"صلى الله عليه وسلم " 1.
ويقول ابن أبي العز الحنفي:""كيف يرام الوصول إلى علم الأصول بغير ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم " 2.
ولهذا ترى عامة المصنفين من أهل السنة أول ما يبدءون المعتقد يبدءونه بالحث على الاتباع والتمسك بالكتاب والسنة؛ لأنَّ هذا هو الركيزة والأساس الذي يبنى عليه المعتقد، فإن لم يبن على هذه الركيزة لا يكون صحيحاً ولا مقبولاً. وهذا تأصيل مبارك ينبغي أن يغرس في قلب كلِّ مسلم.
وقد أورد ـ رحمه الله ـ تحت هذا الفصل أحاديث بدأها بحديث جابر ابن عبد الله فقال:
" روى جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال:""كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته: نحمد الله تعالى ونثني عليه بما هو أهله، ثم يقول: من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل الله فلا هادي له، إنَّ أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكلُّ محدثة بدعة، وكلُّ بدعة ضلالة، وكلُّ ضلالة في النار. ثم يقول: بُعثت أنا والساعة كهاتين. وكان إذا ذكر الساعة احمرت وجنتاه، وعلا صوته، واشتد غضبه كأنَّه منذر جيش، صبَّحكم ومسَّاكم. ثم قال: من ترك مالاً فلأهله، ومن