وصرفهم عن الاهتداء لما ضاعوا في مثل هذا المكان الصغير هذه المدة الطويلة. فلله الأمر من قبل ومن بعد، وهو على كلِّ شيء قدير.
وأمَّا قول من قال: إنهم بعض أمم الكفر، وحددها بعضهم بالصين ونحوها، وحملوا قوله تعالى {وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ} 1 على أنهم يأتون بالطائرات والسيارات: ففيه تكلف ونظر؛ لأنَّ النصوص تأباه، خاصة تلك التي تبين أنَّهم منحازون خلف السد، وأنَّهم إذا خرجوا حصل منهم ما حصل.
فنحن نؤمن بوجودهم ونصدق به للأحاديث الصحيحة والأخبار الصريحة الدالة على ذلك. فيخرجون على الناس بعد أن كانوا منحصرين خلف السد الذي بناه ذو القرنين، فيحاولون في كلِّ يوم فتحه، ويجتهدون ويبالغون في فتحه حتى إذا كادوا أن يخرقوه، يقول الذي عليهم: ارجعوا فستخرقونه غداً. ولا يقول إن شاء الله. فيعيده الله عز وجل كأشد ما كان. حتى إذا أذن الله بفتحه، يقول قائلهم: قولوا: إن شاء الله. فيقولون: إن شاء الله فيجدونه كهيئته حين تركوه فيخرقونه ويخرجون على الناس، ويحصل منهم فساد عظيم وبلاء وشر، ينهبون ويقتلون ويسفكون ويعتدون، ويمرون على بحيرة طبرية فيشربها أولهم، فإذا مر آخرهم قال: لقد كان في هذه البحيرة ماء. روى الإمام أحمد 2 والترمذي 3عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:""إن يأجوج ومأجوج ليحفرون السد كل يوم، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم: ارجعوا فستحفرونه غداً،