فيعودون إليه كأشد ما كان، حتى إذا بلغت مدتهم، وأراد الله أن يبعثهم على الناس حفروا، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس، قال الذي عليهم: ارجعوا فستحفرونه غداً إن شاء الله، ويستثني، فيعودون إليه وهو كهيئته حين تركوه، فيحفرونه ويخرجون على الناس، فينشفون المياه، ويتحصن الناس منهم في حصونهم، فيرمون بسهامهم إلى السماء، فترجع وعليها كهيئة الدم، فيقولون: قهرنا أهل الأرض وعلونا أهل السماء ".

وتكون نهايتهم بإذن الله عز وجل، حيث يرغب عيسى نبي الله عليه السلام ومن معه إلى الله أن يخلص الناس من شرهم، فيرسل الله عز وجل عليهم دابة صغيرة تسمى النغف، يسلطها على كلِّ واحد منهم فتكون في قفاه، فيصبحون صرعى كموت نفس واحدة، ثم تتأذى الأرض من نتنهم وجيفهم وعفنهم فيرسل الله عز وجل طيوراً تحملهم إلى حيث يشاء الله عز وجل، ثم يرسل مطراً لا يَكُنُّ منه بيت مدر ولا وبر، فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة أي كالمرآة في الصفاء والنقاء 1.

فهذا شيء من أشراط الساعة، وفي معرفتها فائدة للمسلم ومنفعة له؛ لأنَّها تحرك في قلبه الإيمان والخوف من الله، والحذر من الفتن والإقبال على الله عز وجل وطاعته.

والإيمان بها من الإيمان باليوم الآخر؛ فهي علامات له ودلالات عليه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015