من الرملة على نحو ميلين منها " وهذا ثابت في صحيح مسلم 1 من حديث النواس بن سمعان، فلما يرى الدجالُ المسيحَ ابن مريم يتصاغر ويذوب كما يذوب الملح في الماء، ولو تركه لانذاب حتى يهلك، ولكنَّه يتقدم ويضربه بحربته فيموت. فيقضى على مسيح الضلالة بيد مسيح الهداية عيسى عليه السلام.

فإذا قُتلَ الدجال يفاجأ الناس بخروج يأجوج ومأجوج، وهما قبيلتان عظيمتان من بني آدم، موجودتان على وجه الأرض، سواء رآهم الناس أو لم يروهم. أما ما يقوله بعض الناس من أنَّ الأرض اكتشفت بالوسائل الحديثة"ولم يُر فيها سدٌّ ولا هؤلاء القوم. واتخذوا هذا ذريعة للإنكار، فهذا شأن من ليس لنصوص الشرع عنده مكانة ولا يقيم لها وزناً.

ولا يليق بمسلم أن يشك في الأخبار الصحيحة، أو يتوقف فيها، أو يظن فيها الظنون بناء على أقاويل قوم كفار، أو بناء على النظريات والمكتشفات الحديثة؛ فإنَّ الله قادر على كل شيء، وهو قادر سبحانه على أن يُعجز الناس عن الوقوف على مكانهم، كما قال سبحانه: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ} 2.

وإذا أراد المسلم عبرة في هذا الباب فليقرأ قصة بني إسرائيل عندما قضى الله عز وجل عليهم أن يتيهوا في الأرض، فتاهوا في أرض سيناء أربعين سنة. قال تعالى: {قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} 3 وإذا نظرت إلى الخريطة تجدها منطقة صغيرة، فهي الزاوية التي في رأس البحر الأحمر، فلولا أنَّ الله عز وجل أعمى قلوبهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015