رسوله صلى الله عليه وسلم من صفات الكمال ونعوت الجلال والأسماء الحسنى. ونفي ما نفاه الله عن نفسه، وما نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم من النقائص والعيوب، ومن أن يشبهه أحد من خلقه في شيء من خصائصه وصفاته سبحانه. ثم ذكر أمثلة للإثبات ولا يقصد بها الحصر، بل تدل على غيرها، وترشد إلى ما سواها.
أحد فرد": أي متفرد بنعوت الكمال وصفات الجلال والعظمة والكبرياء، فهو سبحانه وتعالى أحد فرد في أسمائه وصفاته وجميل نعوته. وأهل العلم يقولون إن الأحد الفرد اسمان من أسماء الله الحسنى يدلان على أمرين: أولهما: نفي النظير والمثيل والمساوي والمشابه لله تبارك وتعالى، فالله أحد فرد أي: لا مثيل له في شيء من أسمائه وصفاته ونعوته سبحانه، فهو أحد ليس له مثيل.
وثانيهما: ثبوت صفات الكمال ونعوت الجلال له سبحانه وتعالى، فهو أحد أي: متفرد بالصفات الكاملة والنعوت العظيمة والصفات الجليلة"والأسماء الحسنى الكاملة. فهذان الأمران يدل عليهما الأحد الفرد الواحد.
الصمد": أي الذي تصمد إليه الخلائق، وتقصده في حاجاتها كلها، فهو صمد أي الخلائق تصمد إليه في حاجاتها كلها، وترجع إليه في كل مطالبها ومقاصدها. ومن معاني الصمد: الكامل، كما جاء عن ابن عباس: " الصمد: السيد الذي قد كمل في سؤدده، والشريف الذي قد كمل في شرفه، والعظيم الذي قد كمل في عظمته، والحليم الذي قد كمل في حلمه،