الله عز وجل والاحتماء والاعتصام به سبحانه وتعالى. وهو عبادة من أجل العبادات، ولا تكون الاستعاذة إلا بالله، فهو الذي يعيذ عباده، لا معيذ لهم سواه، ولا حافظ لهم ولا واقي ولا كافي لهم إلا هو، كما قال سبحانه: {وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} 1، وقال تعالى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} 2 فالذي يستعيذ بالله تبارك وتعالى ويلتجئ إليه يوفَّق لكل خير وحفظ ووقاية وكفاية.
الزيغ": هو الميل والانحراف عن الجادة السوية والصراط المستقيم. فالمؤلف ـ رحمه الله ـ دعا لك بصلاح القول والعمل والنية، بمعنى أن تكون في قولك وعملك ونيتك مستقيماً على الجادة. ثم أتبع ذلك بسؤال الله أن يعصمك ويسلمك ويعيذك من الزيغ أي: من أن تميل عن هذه الأمور وتنحرف عنها.
والزلل الهويُّ والسقوط، يقال: زلت قدم فلان أي:سقط. فدعا لك بأن يجنبك الله الميل عن الصراط، وأن يجنبك أمراً أشد منه وهو السقوط.
فهذه دعوة مباركة وعظيمة، وجامعة لأبواب الخير، جمعت طلب الخير وتحصيله، وطلب الوقاية من الشر ومن الوقوع فيه.
"أنَّ صالح السلف، وخيار الخلف، وسادة الأئمة، وعلماء الأمة اتفقت أقوالهم وتطابقت آراؤهم على " هنا ينبه المصنف ـ رحمه الله ـ على أن أمور الاعتقاد مجمع عليها بين السلف، وفيها اتفاق في كلمتهم، ولا خلاف بينهم في شيء منها. فليس بين صالح السلف وخيار الخلف خلاف في المعتقد، بل