المعنى الأول: النية التي تميز بها العبادات بعضها عن بعض، ومحلها القلب. وهذا الاستعمال هو الذي يكثر عند الفقهاء في كتب الفقه والأحكام، فمثلاً: الأعمال والحركات والأقوال التي يؤتى بها في صلاتي الظهر والعصر واحدة، وإنما يحصل التمييز بينهما بالنية. وكذلك العمل المؤدى في صيام الفرض والنفل واحد، ولا يفصل بينهما إلا بالنية.

والمعنى الثاني: تمييز المقصودِ بالعمل ـ يعني مَن قُصِدَ بالعمل ـ، ما نية الإنسان في عمله؟ هل نيته وجه الله والدار الآخرة؟ هل النية لله أم لغير الله؟ أم النية لله ولغيره؟ ولهذا هناك نية صالحة وهي التي توصف بالإخلاص، ونية فاسدة وهي التي فيها تسوية لغير الله تبارك وتعالى به. ومقصود المؤلف ـ رحمه الله ـ بالنية هنا: الإطلاق الثاني، الذي هو بمعنى الإخلاص وصحة الاعتقاد وسلامة الإيمان وسلامة القصد بأن لا يبتغي العامل بعمله إلا وجه الله تبارك وتعالى 1.

والكلام على النية بهذا الإطلاق يكثر في كتب الاعتقاد: كتب التوحيد، فهي مؤلفة لتصحيح النية: نية العمل، وفي الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: " إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو إلى امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه " 2

" وأعاذنا وإياك من الزيغ والزلل""أعاذنا أي وقانا، والعوذ: الالتجاء إلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015