ولو تأملت أدعية النبي صلى الله عليه وسلم لوجدت الكثير منها يدور حول هذا المعنى، فمنها: قوله صلى الله عليه وسلم: " اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر " 1.

من القول والنية والعمل"في ذكره لهذه الأمور الثلاثة ـ القول والعمل والنية ـ: إشارة إلى أن الإيمان الذي يُنال به رضا الله عز وجل مكون من هذه الأمور الثلاث. قال تعالى: {لْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً} 2 فليس الإيمان اعتقاداً فقط، ولا قولاً فقط، ولا عملاً فقط. بل الإيمان مكون من هذه الأمور الثلاثة: القول والنية والعمل. قال صلى الله عليه وسلم: " الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة، فأفضلها: قول لا إله إلا الله، وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من"الإيمان " 3. ففي قول المصنف هذا: إشارة إلى أن الإيمان منه ما يتعلق بالقلب وهو النية أو الاعتقاد الصحيح، ومنه ما يتعلق باللسان وهو النطق بالشهادتين ثم الأقوال التي هي ذكر الله وتلاوة كتابه وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر وغير ذلك من الأقوال التي هي من الإيمان، ومنه ما يتعلق بالجوارح كالأعمال الصالحة المقربة إلى الله تبارك وتعالى. وسيأتي بيان هذا الموضوع لاحقاً إن شاء الله.

والنية: النية في كلام أهل العلم تقع بمعنين 4:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015