المبارك ـ رحمه الله ـ:"صاحب البدعة على وجهه الظلمة وإن ادهن كلَّ يوم ثلاثين مرة"1. والمعصية أيضاً تكسب صاحبها شيئاً من الظلمة والذل، كما قال الحسن البصري ـ رحمه الله ـ:"إنهم ـ يعني أهل المعاصي والذنوب ـ وإن هملجت بهم البراذين وطقطقت بهم البغال، إنَّ ذل المعصية لفي قلوبهم، أبى الله إلا أن يذل من عصاه"2.

" يومئذ " أي: يوم القيامة، فمحل هذا الثواب يوم القيامة.

" ناضرة " أي: حسنة بهية. وعندما تطالع أقاويل السلف في معنى ناضرة تجد عباراتهم متنوعة، فمنهم من يقول: مشرقة. ومنهم من يقول: بهية. ومنهم من يقول: حسنة. ومنهم من يقول: جميلة. ومنهم من يقول: مضيئة. ومنهم من يقول: منيرة. أقاويل كثيرة وكلُّها حق يشملها معنى النضرة المذكورة في الآية. أسأل الله عز وجل أن يمن عليَّ وعليكم بذلك.

" ناظرة " بالظاء أخت الطاء، وهي من النظر، أي ناظرة إلى الله عز وجل بالأبصار، وهذا فيه دلالة على ثبوت الرؤية، وأنَّ أهل الإيمان أهل النضرة يرون ربهم عز وجل.

وهنا لفتة للإمام الحسن البصري ـ رحمه الله ـ عند هذه الآية، يقول:"تنظر إلى الخالق، وحق لها أن تنضر وهي تنظر إلى الخالق"3. يعني كيف لا تزدان وجوههم وتحسن وهم ينظرون إلى الله عز وجل.

إنَّ صاحب الإيمان والسنة لما يقرأ هذه الآية ونظائرها يتحرك قلبه شوقاً إلى الله، وطمعاً في أن يكون من هؤلاء الذين تنضر وجوههم بالنظر إليه تبارك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015