والصحيح كما قرره المحققون من أهل العلم: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لم ير ربه، وأن رؤية الله للجميع إنما تكون في الآخرة، فهي من نعيم الآخرة فتكون في الآخرة.
ففي قول المصنف ـ رحمه الله ـ: " يُرى " رد على المعتزلة ومن تأثر بهم ممن ينكر الرؤية.
وقوله: " في الآخرة " رد على أرباب التصوف ومن على شاكلتهم ممن يدعي أنه يرى الله في الدنيا.
" كما جاء في كتابه، وصح عن رسوله صلى الله عليه وسلم " يشير المصنف إلى أنَّ الرؤية دلَّ عليها أدلة من القرآن والسنة، ثم بدأ يذكر بعض هذه الأدلة فقال:
" قال الله عز وجل: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ ِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} "
هذا دليل من القرآن، ناضرة من النضرة، يقال: وجه نضر أو ذو نضرة أي: ذو حسن وبهاء ونور وضياء. ويقال: نضَّر الله وجهك أي: جعله ذا نضرة وحسن وبهاء وجمال.
وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"نضر الله امرأً سمع منا حديثاً فحفظه حتى يبلغه غيره" 1. وهذه دعوة من النبي صلى الله عليه وسلم لمن اعتنى بالسنة حفظاً وتبليغاً أن ينضر الله وجهه أي يجعل وجهه ذا نضرة.
وفي هذا الحديث دليل على أنَّ المحافظة على السنة تعطي نضرة للوجه في الدنيا والآخرة، وإضاعة السنة والانغماس في البدعة يكسب صاحبه سواداً في الوجه وظلمة فيه، فالسنة ضياء والبدعة ظلام، ولهذا يقول عبد الله بن