والقدرة وهكذا، فكلُّ نفي في القرآن والسنة يتعلق بصفات الله جل وعلا ليس نفياً صِرفاً، وإنما هو متضمن إثبات كمال الضد.
والكلمة الثانية: " يخفض القسط ويرفعه " والقسط: الميزان الذي توزن به الأعمال والأقوال والصحائف، وسمي الميزان قسطاً لأنَّه به يكون القسط ـ الذي هو العدل ـ، ووزن الأمور بدقة وسوية وإنصاف.
" يخفض القسط ويرفعه " أي بيده تبارك وتعالى الميزان، وبيده تبارك وتعالى العدل. وفي الحديث الآخر، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:"إنَّ يمين الله ملأى، لا يغيضها نفقة، سحاء الليل والنهار، أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض، فإنَّه لم ينقص ما في يمينه، وعرشه على الماء، وبيده الأخرى القبض يرفع ويخفض" 1.
وفي هذا الحديث: إبطال لكلِّ تأويل قيل في يد الله تبارك وتعالى؛ لأنه ذكر اليمين وأنها ملأى لا يغيضها نفقة، ثم ذكر اليد الأخرى. فهل يقال: قدرته الأخرى أو قوته الأخرى!!
الكلمة الثالثة قال: " يُرفع إليه عمل الليل قبل النهار، وعمل النهار قبل الليل " وهذا بمعنى الحديث الآخر المتفق عليه 2، وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم:"يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم، فيسألهم ـ وهو أعلم بهم ـ: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون".