تعذيب وقهر وإعدام، حيث نرى أنَّ بعض الأمم كانت تترك السجناء من غير عناية حتى يموتوا، وكانوا يستغلونها أسوأ استغلال دون النظر إلى الغاية منها وأهدافها.
وعندما جاء الإسلام جعل للسجن غاية وأهدافاً نبيلة؛ بل جعل السجن في بعض الأحيان أداة دعوة، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم عندما سجن ثمامة بن آثال ليرى الإسلامَ عن قُرب، ويرى المسلمين وتعاملهم الذي تتضح فيه سماحة الإسلام، فعندما رأى ذلك أسلم وحسن إسلامه (1) .
المسألة الثالثة: عناية المملكة بالسجون
لقد اعتنت المملكة العربية السعودية بالسجون عناية خاصة وشاملة، فأخذت السجين بجانبيه المادي والمعنوي، فالجانب المادي نظرت إليه هذه الدولة جانباً مهماً من جوانب الإنسان التي تجعله يستطيع دائما أن يعطي عطاءه المطلوب منه؛ ذلك أنَّ الإنسان في حقيقته هو وحدة متكاملة؛ فلو مرض أو جاع أو عطش لكان لكل ذلك تأثير حقيقي فيه، ومن هنا كان اهتمام المملكة بهذا الجانب، فاعتنت بالسجون عناية خاصة.
فمن حيث النظافة نجد أنَّ هذه السجون تتمتع بنظافة جيدة، نظافة شاملة للسجين، سواءٌ كانت في لبسه أو في فراشه أو في أكله، حتى إنَّ بعض السجناء يقول إنَّه وجد في السجن ما لم يجده في غيره، كما أنَّه تصرف له مبالغ لقضاء كمالياته الخاصة (2) .