عَن الْمُؤلف رَحمَه الله ولنقتصر على هَذَا الْإِسْنَاد لكَون رِجَاله جَمِيعًا ثِقَات أثباتا أعلاما معروفين مشهورين وَسميت هَذَا الشَّرْح الْمُبَارك
وأسأل الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَن ينفع بِهِ ويجعله ذخيرة خير لي يسْتَمر لي نَفعهَا بعد موتِي إِلَى يَوْم الدّين آمين
أما الْمُؤلف رَحمَه الله فَهُوَ الإِمَام الْكَبِير مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف الْجَزرِي رَحمَه الله
ولد بِدِمَشْق سنة إِحْدَى وَخمسين وَسَبْعمائة ورحل إِلَى مصر وشيراز والحرمين وَأخذ عَن شُيُوخ بَلَده مولده ومنشئه وَعَن شُيُوخ الْبِلَاد الَّتِي رَحل إِلَيْهَا وَمهر فِي كثير من الْعُلُوم خُصُوصا علم الْقُرْآن فَإِنَّهُ تفرد بِهِ وَأخذ عَنهُ النَّاس فِيهِ وَفِي غَيره من الْعُلُوم وصنف النشر فِي الْقرَاءَات الْعشْر وَله التَّوْضِيح فِي شرح المصابيح وَمن مصنفاته أصل هَذَا الْكتاب وَهُوَ الْحصن الْحصين ثمَّ اخْتَصَرَهُ فِي هَذَا الْكتاب وَسَماهُ عدَّة الْحصن الْحصين وَله مؤلف آخر سَمَّاهُ مِفْتَاح الْحصن وَله مصنفات كَثِيرَة وَقد استوفيتها فِي ترجمتي لَهُ فِي تاريخي الْمُسَمّى الْبَدْر الطالع بمحاسن من بعد الْقرن السَّابِع وَقد طوف كثيرا من الأقطار ووفد على الْمُلُوك الْكِبَار مِنْهُم من ذكرت فِي تَرْجَمَة هَذَا الْكتاب الَّتِي سنذكرها وَأَشَارَ إِلَيْهِ بقوله
(مليك على الدُّنْيَا بطلعة وَجهه ... جمال وإجلال وَعز مؤبد)
وَهُوَ السُّلْطَان إِبْرَاهِيم بن تيمرلنك سُلْطَان بِلَاد الْعَجم ووفد أَيْضا على سُلْطَان الْيمن الْملك الْمَنْصُور فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة فَأكْرمه وأسمع بِحَضْرَتِهِ صَحِيح مُسلم وَعقد مجْلِس الحَدِيث بزبيد فِي مَسَاجِد الأشاعرة