وَأخذ عَنهُ جُمْهُور عُلَمَاء هَذِه الديار ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة فِي سنة تسع وَعشْرين وَتوجه مِنْهَا إِلَى شيراز وَتُوفِّي بهَا سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَبَقِيَّة أَحْوَاله مستوفاة فِي كتابي الْمشَار إِلَيْهِ
وَقد ابْتَدَأَ المُصَنّف رَحمَه الله بِخطْبَة كِتَابه وتبويب أبوابه وكل ذَلِك غنى عَن الشَّرْح لوضوحه لفظا وَمعنى وَعدم الْفَائِدَة بتبيين الْبَين وتوضيح الْجَلِيّ فَإِن ذَلِك من تَحْصِيل الْحَاصِل وَمن شغلة الْخَيْر بِمَا لَيْسَ فِيهِ طائل وَقد كتبنَا ذَلِك هَاهُنَا لتكمل الْفَائِدَة وَمَعْرِفَة مَا بنى عَلَيْهِ كِتَابه
قَالَ رَحمَه الله مَا لَفظه
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
الْحَمد لله الَّذِي جعل ذكره عدَّة من الْحصن الْحصين وَصلَاته وَسَلَامه على سيد الْخلق مُحَمَّد النَّبِي الْأُمِّي الْأمين وعَلى آله الطاهرين وَأَصْحَابه أَجْمَعِينَ وَالتَّابِعِينَ لَهُم باحسان إِلَى يَوْم الدّين
وَبعد فَإِنَّهُ لما كَانَ كتابي الْحصن الْحصين من كَلَام سيد الْمُرْسلين مِمَّا لم يسْبق إِلَى مِثَاله أحد من الْمُتَقَدِّمين وَعز تأليف نَظِيره على من سلك طَرِيقه من الْمُتَأَخِّرين لما حوى من الِاخْتِصَار الْمُبين وَالْجمع الرصين والتصحيح المتين وَالرَّمْز الَّذِي هُوَ على الْعزو معِين حداني على الِاخْتِصَار فِي هَذِه الأوراق من أَصله الْمَذْكُور بعد أَن كنت سُئِلت عَن ذَلِك مرَارًا فِي سِنِين وشهور من أنس غربتي وكشف كربتي فَأوجب الْحق عَليّ مكافأته وَلم أقدر عَلَيْهَا إِلَّا بِالدُّعَاءِ لَهُ فأسأل الله نَصره ومعافاته