نظره وتتطلبه نَفسه فَإِن الْعلم النافع فِي الْحَقِيقَة هُوَ الْمُتَعَلّق بِالْحَيَاةِ الدائمة وَهِي الدَّار الْآخِرَة وَإِنَّمَا قَالَ وَلَا مبلغ علمنَا لِأَنَّهُ لَا بُد من الْعلم بأحوال الدُّنْيَا فِي الْجُمْلَة وَلَا يَتَيَسَّر تَحْصِيل مَا تقوم بِهِ الْمَعيشَة إِلَّا بِهِ ثمَّ ختم هَذَا الدُّعَاء الْجَامِع لخيري الدُّنْيَا وَالْآخِرَة بقوله وَلَا تسلط علينا بذنوبنا من لَا يَرْحَمنَا فَإِن تسليط من لَا يرحم على من لَا يقدر على الدّفع عَن نَفسه من أعظم محن الدُّنْيَا وَأَشد مصائبها وَذَلِكَ تسليط الْكَفَرَة والبغاة والظلمة والفسقة على الْمُؤمنِينَ فَإِنَّهُم إِن ظفروا بهم بالغوا فِي التنكيل بهم إِلَى غَايَة لَيْسَ بعْدهَا غَايَة للعداوة الَّتِي بَين أهل الْخَيْر وَأهل الشَّرّ والمنافاة الَّتِي بَين أهل الطَّاعَة وَأهل الْمعْصِيَة
وَبِالْجُمْلَةِ فَهَذَا العداء الشريف مُسْتَحقّ للإطالة فِي شَرحه والإطالة فِي بَيَان فَوَائده فلنقتصر على هَذَا الْمِقْدَار //
(اللَّهُمَّ إِنَّا سَأَلَك مُوجبَات رحمتك وعزائم مغفرتك والسلامة من كل إِثْم وَالْغنيمَة من كل بر والفوز بِالْجنَّةِ والنجاة من النَّار (مس. ط) اللَّهُمَّ لَا تدع لنا ذَنبا إِلَّا غفرته وَلَا هما إِلَّا فرجته وَلَا دينا إِلَّا قَضيته وَلَا حَاجَة من حوائج الدُّنْيَا وَالْآخِرَة هِيَ لَك رضَا إِلَّا قضيتها يَا أرْحم الرَّاحِمِينَ (طب)) // الحَدِيث أخرج الطّرف الأول مِنْهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير وَأخرج الطّرف الثَّانِي مِنْهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الدُّعَاء لَهُ كَمَا قَالَ المُصَنّف رَحمَه الله وَهُوَ من حَدِيث أنس وَقد جمع الطَّبَرَانِيّ الطَّرفَيْنِ فِي الْأَوْسَط وَالصَّغِير وَهُوَ من حَدِيث أنس رَضِي الله عَنهُ بِلَفْظ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك مُوجبَات رحمتك وعزائم مغفرتك وَالْغنيمَة من كل بر والسلامة من كل إِثْم اللَّهُمَّ لَا تدع لنا ذَنبا إِلَّا غفرته وَلَا هما إِلَّا فرجته وَلَا دينا إِلَّا قَضيته وَلَا حَاجَة من حوائج الدُّنْيَا وَالْآخِرَة إِلَّا قضيتها بِرَحْمَتك يَا أرْحم الرَّاحِمِينَ قَالَ فِي مجمع الزَّوَائِد بعد سِيَاق هَذَا اللَّفْظ أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الصَّغِير بِاللَّفْظِ الَّذِي ذكره المُصَنّف رَحمَه الله من حَدِيث ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ وَقَالَ صَحِيح على الأول بِاللَّفْظِ الَّذِي ذكره المُصَنّف رَحمَه الله من حَدِيث ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ وَقَالَ صَحِيح على شَرط مُسلم (قَوْله مُوجبَات رحمتك) بِكَسْر الْجِيم جمع مُوجبَة وَهِي مَا