التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن غَرِيب (قَوْله عنان السَّمَاء) بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَهُوَ السَّحَاب وأحدها عنانة وَقيل مَا عَن لَك وَظهر إِذا رفعت رَأسك وَقَوله بقراب بِضَم الْقَاف وَهُوَ مَا يُقَارب ملأها وَفِي الحَدِيث دَلِيل على سَعَة رَحْمَة الله تَعَالَى بعباده وَأَن العَبْد إِذا كَانَ يَدْعُو الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ويرجوه غفر لَهُ وَأَنه إِذا قَالَ أسْتَغْفر الله تَعَالَى بعد استكثاره من الذُّنُوب وبلوغها إِلَى حد لَا يُمكن حصره وَلَا الْوُقُوف على قدره غفرها لَهُ فَانْظُر إِلَى هَذَا الْكَرم الفائض والجود المتتابع بل ورد مَا يدل على ان العَبْد إِذا أذْنب فَعلم أَن الله تَعَالَى إِن شَاءَ أَن يعذبه عذبه وَإِن شَاءَ أَن يغْفر لَهُ غفر لَهُ على ذَلِك بِمُجَرَّدِهِ مُوجبا للمغفرة من الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى تفضلا مِنْهُ وَرَحْمَة كَمَا فِي حَدِيث أنس رَضِي الله عَنهُ عِنْد الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من أذْنب ذَنبا فَعلم أَن الله عز وَجل إِن شَاءَ عذبه وَأَن شَاءَ غفر لَهُ كَانَ حَقًا على الله أَن يغْفر لَهُ وَفِي إِسْنَاده جَابر بن مَرْزُوق الجدي وَهُوَ ضَعِيف بل ورد أَن مُجَرّد علم العَبْد أَن الله قد أطلع على ذَنبه يكون سَببا للمغفرة كَمَا أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط من حَدِيث ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من أذْنب ذَنبا فَعلم أَن الله قد أطلع عَلَيْهِ غفر لَهُ وَإِن لم يسْتَغْفر وَفِي إِسْنَاده بن هراسة وَهُوَ مَتْرُوك وَمثل هَذَا غير مستبعد من الْفضل الرباني والتطول الرحماني فَهُوَ الَّذِي يغْفر وَلَا يُبَالِي وَيُعْطِي بِغَيْر حِسَاب وَلَيْسَ لمن وهب الله لَهُ نَصِيبا من الْعلم وحظا من الْحِكْمَة أَن يقنط عباد الله ويباعدهم من حسن الرَّجَاء وَجَمِيل الظَّن //