وأما عن تبليغه فقد قال ابن المبارك: " من بخل بالعلم ابتلي بثلاث إما أن يموت فيذهب علمه أو ينسى أو يتبع السلطان "

وقال سفيان الثوري: " من بخل بالعلم ابتلى بإحدى ثلاث أن ينساه أو يموت ولا ينتفع به أو تذهب كتبه "

وقال ابن معين وبن راهويه: " من بخل بالحديث وكتم على الناس سماعهم لم يفلح ".

وقال مطرف (?): " وكان مالك إذا ودعه أحد من طلبة العلم عنده، يقول لهم: اتقوا الله في هذا العلم ولا تنزلوا به دار مضيعة، وبثوه ولا تكتموه.

وقال ابن القاسم: كنا إذا ودعنا مالكاً يقول: اتقوا الله وانشروا هذا العلم وعلموه ولا تكتموه.

سابعاً: أخذ العلم عن أهله، والتواضع لهم وإن كنتَ أسن منهم.

ومن ذلك ما رواه البخارى فى كتاب الحدود من حديث ابن عباس قال: "كنت أقرئ رجالا من المهاجرين منهم عبد الرحمن بن عوف .... الحديث "

وانظر مَن ابن عباس سناً وأين كان ابن عباس أثناء تضحيات ابن عوف فى أول أمر الإسلام، ولم يمنعه من ذلك الجلوس بين يدى ابن عباس، يقول ابن الجوزى معلقاً على هذا الحديث:

" أما إقراء ابن عباس لمثل عبد الرحمن بن عوف ففيه تنبيه على أخذ العلم من أهله وإن صغرت أسنانهم أو قلت أقدارهم. وقد كان حكيم ابن حزام يقرأ على معاذ بن جبل فقيل له: تقرأ على هذا الغلام الخزرجي فقال إنما أهلكَنا التكبر " (?)

وقد سبق من ذلك ما ذكرته فى المقدمة من كلام النووى فى التقريب:

" وليحذر كل الحذر من أن يمنعه الحياء والكبر من السعى التام فى التحصيل وأخذ العلم ممن

دونه فى نسبٍ أو سنٍ أو غيره ".

ثامناً: الإكثار من مجالسة أهل العلم؛ أهل الآخرة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015