قال خالد بن حميد (?): سمعت الإمام مالك يقول: " عليك بمجالسة من يزيد في علمك قوله، ويدعوك لحال الآخرة فعلُه، وإياك ومجالسة من يعلك قوله، ويعيبك دينه ويدعوك إلى الدنيا فعله.
وقال محذراً من مجالسة أهل البدع: " التقرب من أهل الباطل هلكة ".
وقال ابن المقفع فى الأدب الصغير (?): " وعلى العاقل أن لا يخادن ولا يُصاحبَ ولا يجاورَ من الناس، ما استطاعَ، إلا ذا فضلٍ في العلم والدينِ والأخلاقِ فيأخذُ عنهُ، أو موافقاً لهُ على إصلاحِ ذلك فيؤيدُ ما عندهُ، وإن لم يكن لهُ عليهِ فضلٌ. فإن الخصال الصالحة من البر لا تحيا ولا تنمى إلا بالموافقين والمؤيدين. وليس لذي الفضلِ قريبٌ ولا حميمٌ أقربُ إليهِ ممن وافقهُ على صالحِ الخصال فزادهُ وثبتهُ. ولذلك زعم بعضُ الأولينَ أن صُحبةَ بليدٍ نشأ مع العلماء أحب إليهم من صحبةِ لبيبٍ نشأ مع الجهال " ا. هـ
وليكن جلوسك للفائدة، فلتسمع أكثر مما تتكلم، يقول ابن المقفع: " وليعرف العلماء حين تجالسهم أنك على أن تسمع أحرص منك على أن تقول ".
تاسعاً: إذا تحملت علماً لا تضعه عند غير أهله.
ودليل ذلك ما قاله عبد الرحمن ابن عوف لعمر بن الخطاب كما فى حديث أنس السابق لما أراد عمر أن يحذر الناس من أناس تكلموا بما لا يجوز فقال له ابن عوف (?): " يا أمير المؤمنين لا تفعل فإن الموسم - أى موسم الحج- يجمع رعاع الناس وغوغاءهم فإنهم هم الذين يغلبون على قربك حين تقوم في الناس، وأنا أخشى أن تقوم فتقول مقالة يطيرها عنك كل مطير، وأن لا يعوها، وأن لا يضعوها على مواضعها، فأمهل حتى تقدم المدينة فإنها دار الهجرة والسنة فتخلص بأهل الفقه وأشراف الناس فتقول ما قلت متمكنا فيعي أهل العلم مقالتك ويضعونها على مواضعها ... "