وعن حاجب بن سليمان قال: " سمعت وكيعاً يقول أتيت الأعمش أسمع منه الحديث، وكنت ربمالحنتُ، فقال لى: يا أبا سفيان تركت ما هو أولى بك من الحديث فقلت: يا أبا محمد، وأي شيء أولى بى من الحديث؟ فقال النحو. فأملى علىَّ الأعمشُ النحوَ، ثم أملى علىَّ الحديث." (?)
سادساً: العمل بالعلم وعدم كتمانه:
إذا ما لم يفدْك العلمُ خيرا ... فخير منه أن لو قد جهلتا
وإن ألقاك فهمُك في مهاو ... فليتك ثم ليتك ما فهمتا
أما عن العمل بالعلم فقد قال تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ " والمعنى كما قال السعدى -رحمه الله- بتصرف- اعملوا بمقتضى علمكم، يعطكم علما وهدى ونورا تمشون به في ظلمات الجهل، ويغفر لكم السيئات.
وعن أبى برزة كما فى صحيح الترغيب والترهيب (?) قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " مثل الذى يعلم الناس الخير وينسى نفسه مثل الفتيلة تضئ على الناس وتحرق نفسها ".
وقال أبو الدرداء - رضي الله عنه -: " ويلٌ لمن لا يعلم ولا يعمل مرة وويلٌ لمن يعلم ولا يعمل سبع مرات "
وقال بشر الحافي: " يا أصحاب الحديث أدوا زكاة هذا الحديث اعملوا من كل مائتي حديث بخمسة أحاديث "
وقال عمرو بن قيس الملائي: " إذا بلغك شيء من الخير فاعمل به ولو مرة تكن من أهله "
وقال وكيع: " إذا أردت أن تحفظ الحديث فاعمل به "
وقال إبراهيم بن إسماعيل بن مجمّع: " كنا نستعين على حفظ الحديث بالعمل به "
وقال أحمد بن حنبل: " ما كتبت حديثا إلا وقد عملت به حتى مر بي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - احتجم وأعطى أبا شيبة ديناراً فاحتجمت وأعطيت الحجام دينارا ".