فنحّاه ثمّ أمر به فعذّب. وكان فى ما عذّب به أن كان يشدّ عليه [443] القصب الفارسىّ المشقّق، ثمّ يجرّ حتّى تحزّز [1] جسده، ثمّ ينضح عليه الخلّ والملح.
فلما أحسّ بالموت، قال لصاحب العذاب:
- «إنّ الناس لا يشكّون أنّى قتلت. ولى ودائع أموال عند الناس لا تؤدّى إليكم أبدا. فأظهرونى للناس ليعلموا أنّى حىّ فيؤدّوا المال.» فأعلم الحجّاج فقال:
- «أظهروه.» فأخرج، فصاح فى الناس:
- «من عرفني فقد عرفني، ومن أنكرنى فأنا فيروز الحصين [2] . إنّ لى عند أقوام مالا. فمن كان لى عنده شيء فهو له وهو فى حلّ فلا يؤدّينّ أحد منه درهما. ليبلغ الشاهد الغائب.» فأمر به الحجّاج فقتل.
كان الحجّاج أمر مناديا فنادى عند الهزيمة يوم الزاوية:
- «ألا لا أمان لفلان ولا لفلان.» سمّى رجالا من الأشراف ولم يقل: الناس آمنون. فقال الناس: