- «قد آمن الناس كلّهم إلّا هؤلاء النفر.» فأقبلوا إلى حجرته. فلما اجتمعوا أمرهم بوضع أسلحتهم، ثمّ قال:

- «لآمرنّ بكم اليوم رجلا ليس بينه وبينكم قرابة.» فأمر بهم عمارة بن تميم اللخمىّ، ففرّقهم وقتلهم.

فروى النضر بن شميل عن هشام بن حسّان أنّه قال يوما: قتل [444] الحجّاج صبرا مائة ألف وعشرين ألفا، أو مائة ألف وثلاثين ألفا، منهم يوم الزاوية أحد عشر ألفا، ما استبقى منهم إلّا رجلا واحدا كان ابنه فى الكتّاب [1] مع ابن الحجّاج، فدعا الصبىّ وقال:

- «أهبه لك» ، قال:

- «نعم.» فخلّى سبيله.

ذكر هلاك عبد الرحمان بن الأشعث ورأى لبعض أصحابه صحيح

كان مع عبد الرحمان بن الأشعث لمّا انصرف من هراة راجعا إلى رتبيل، رجل من أود يقال له: علقمة بن عمرو. فقال له:

- «إنّى ما أريد أن أدخل معك.» قال له عبد الرحمان:

- «ولم؟» قال:

- «لأنّى أتخوف عليك وعلى من معك.» قال:

- «وكيف؟» قال:

- «والله لكأنّى بكتاب من الحجّاج قد جاء فوقع إلى رتبيل يرغبه ويرهبه، فإذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015