أمره وأغراه المفسدون به. فقبض عليه ونكبه واضطره إلى التبذل والتسلّم فى تصحيح ما قرره عليه وطالبه به.
وخرج من النكبة، فكتب الى بهاء الدولة رقعة جعل سفيره ووسيطه فيها الحسين المزين وامرأته وسعى بالوزير أبى غالب وبذل فيه بذلا كثيرا.
وقد كان تحصل فى نفس بهاء الدولة منه ما تكلم عليه به فى أمر تركة الفرّخان وما أخذه منها فأجابه إلى ما أراده ووافقه على القبض عليه، فسلّمه النظر فى الأمور بعده.
فلمّا كان فى يوم القبض دخل أبو الفضل دار الوزير أبى غالب بقميصين ورداء على زىّ المتعطلين والمنكوبين وحضر مجلسه وخدمه ثم خرج من بين يديه وقعد فى الدهليز.
وكان قد رتّب أمر القبض من الليل وواقف كل رجل من أصحابه على أخذ كل واحد من أصحاب الوزير أبى غالب فقبض عليه وعلى حواشيه وأصحابه وألزم الجماعة من المصادرة على قدر حاله وموجب تصرفه، وقرر على أبى غالب مائة ألف دينار قاسانية قيمتها أربعة آلاف ألف درهم من نقد الوقت وجدّ به فى الأداء والتصحيح جدّا. فخرج فيه إلى بعض العسف والإرهاق من غير أن يمكنه.... [1]