- «يريد أن يطيب نفسا عمّا أقطع من أملاكه وإقطاعاته وينزل عنه لمن جعل له فيلاطف السيدة ومجد الدولة ووجوه القواد بما يستميلهم فيه ويقلّهم عن ابى على الخطير به. فإنّه إذا فعل ذلك أطاعه القوم وبلغوا له مراده.» فقال أبو الحسن:
- «يحتاج لهذا إلى نحو مائتي ألف دينار ونحن فارقنا [112] مكاننا وأفسدنا أمرنا من أجل مائتي دينار وامتناعنا من إطلاقها.» ومضت للخطير مدة سبعة عشر شهرا ثم قبض عليه فبادر أبو سعد محمد بن إسمعيل بن الفضل من همذان إلى الرىّ مدلّا بوصلة بينه وبين السيدة وبماله من الحال الكبيرة والضياع الكثيرة والمادة الواسعة والمكنة التامة.
وكره بدر بن حسنويه أن يتم له أمر لسوء رأيه فيه، وأنه كان ينقم عليه قبيحا عامله به. فأنفذ أبا عيسى شأذى بن محمد ومعه أبو العباس الضبي الى الرىّ فى ثلاثة آلاف رجل ليعيده الى نظره ويردّه فى الوزارة إلى أمره، وكتب فى ذلك بما أكّده وأشار بالعمل عليه وترك خلافه فيه. فلما نزلوا بظاهر البلد ووصلت الكتب من بدر بن حسنويه- وقد تردّد فى معناها ما تقدم من قبل- راسلت السيدة ومجد الدولة ووجوه القواد أبا العباس بأن:
- «أدخل فان الأمر ممهد لك والرضا واقع بك» .
وأنفذت إليه ثقات كانوا له فى القوم بأن:
- «الباطن فيك غير الظاهر لك وقد رتّب الأمر على الغدر بك والقبض عليك» .
فخاف ورجع.
وتقلّد أبو سعد بن الفضل الوزارة وتوسع فى نظره بماله واستغلال أملاكه