مالها. وسفّر أبو جعفر محمّد بن يحيى بن شيرزاد فى الصلح بين ابن رائق وبنى البريدي فتمّ ذلك وأخذ ابن رائق خطّ الراضي بالله للبريديين بالرضا عنهم [578] وقطعت لهم الخلعة على أن يقيموا الدعوة لابن رائق بالبصرة ويجتهدوا فى فتح الأهواز وضمنوا حمل ثلاثين ألف دينار وأطلقت ضياعهم وكتب عن الراضي فى هذا المعنى كتاب.

وورد الخبر بمسير جيش البريدي إلى واسط. فخرج إليه بجكم وأوقع بناحية الدرمكان [1] به وهزمه فجلس ابن رائق ببغداد فى داره للتهنئة بذلك وأقام بجكم بموضعه مدّة ثمّ بالمدار مدّة ثمّ عاد إلى واسط.

وكانت نيّة بجكم إذلال البريديين وقطعهم عن ابن رائق ونفسه متعلّقة بالحضرة فأنفذ ثانى يوم الهزيمة علىّ بن يعقوب كاتب الترجمان المتولّى للعرض عليه إلى البريدي يعتذر إليه ممّا جرى ويقول:

- «أنت بدأت بمراسلة ابن رائق وتعرّضت لى وهذه كرّتك الثانية فإنّك حملت الديلم إلى الأهواز وأعقبت ذلك بمراسلة ابن رائق وبذلت له مضافرته علىّ وقد عفوت وأنا أعاهدك وأعاهدك على أن أقلّدك واسطا إذا ملكت الحضرة.» وجرى فى أثناء ذلك قول فى المصاهرة. قال علىّ بن يعقوب:

- «فرأيت أبا عبد الله البريدي وقد سجد شكرا لله تعالى لبجكم على ما ابتدأه به ثمّ استجاب لكلّ ما أراده منه ولما سمته إيّاه.» [579] وأحضر القاضيين أبا القاسم التنوخي وأبا القاسم ابن عبد الواحد وحلف بحضرتهما وأشهد على نفسه فى خطّ كتبه بالوفاء بجميع ما عقدته معه وبرّنى بثلاثة آلاف دينار وقال لى:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015