- «سأحمل إليه وألاطفه حتّى يعلم أنّى أصلح لخدمته.» وعدت إلى بجكم وخبّرته بما جرى فقال لى:
- «يا أبا القاسم كلوتته على رأسه.» فقلت: «أيّها الأمير ما معنى هذا وكيف سألتنى عنها؟» فقال لى:
- «إنّى كنت رأيتها فعرّفنى.» قلت: «نعم قد رأيتها.» فقال: «يا أبا القاسم هي على رأس شيطان لا على رأس بشر.» فقلت: «أيّها الأمير أنت ما رأيته فكيف قلت هذا؟» قال: «بلى رأيته يوم وقعتنا بأرجان وقد تعمّم على كلوتته وعزمت على أن أفوّت [1] إليه سهما ففطن لما أردته وإنّما لمح طرفي من بعيد فنزع العمامة. والكلوتة وجعلها على رأس غيره وتنحّى هو وأقامه مقامه.» فقلت: «ذلك المسكين بلا ذنب وأفلت هو لعنه الله فإنّه كاذب فى جميع ما قاله وحلف عليه ولكن نقبل ذلك منه لحاجتنا إلى قبوله.» وانصرف بجكم إلى واسط وأخذ فى التدبير على ابن رائق.
كان ابن رائق لمّا صار إليه تدبير المملكة قبض ضياع أبى علىّ ابن مقلة وابنه. فلمّا صار إلى الحضرة لقيه أبو علىّ ابن مقلة ولقى أبا عبد الله الحسين ابن علىّ النوبختي ثمّ بعده أبا عبد الله الكوفي وأبا بكر ابن مقاتل فاستحيوا