وتقرّر الرأى أن ينفذ بلّ إلى السوس فى خمسمائة رجل ومعه أبو جعفر الصيمري عاملا عليها وينفذ موسى فياذه إلى بناتاذر فى ثلاثمائة رجل.
فهرب بالبا لمّا سمع خبر بلّ وهرب البريدي إلى البصرة وسار موسى فياذه إلى حصن مهدى فملكها وكانت من أعمال البصرة وصارت الأسافل وراءه ودخل الأمير سوق الأهواز فنزل دار أبى عبد الله البريدي وانتظمت له الأمور وحصل البريدي بالبصرة واستقامت لهم واستقرّ بجكم بواسط ينازع الملك ببغداد وجمع ابن رائق أطرافه وأقام بها.
ولمّا رأى الوزير أبو الفتح اضطراب الأمور بالحضرة وما تؤذن به أحوالها أطمع ابن رائق فى أن يحمل إليه الأموال من مصر والشام ويمدّه بها [577] وعرّفه أنّ ذلك لا يتمّ له مع بعده عنها وواقفه على الشخوص وعقد بينه وبينه صهرا بأن زوّج ابنه أبا القاسم بابنة ابن رائق وعقد بين ابن رائق وابن طغج صهرا وخرج مبادرا إلى الشام على طريق الفرات.
وقلّد أبو بكر ابن رائق علىّ بن خلف بن طناب أعمال الخراج والضياع بكور الأهواز وواقفه [1] على النفوذ إلى عمله وأن يبتدئ بأبى الحسين بجكم ويلطف له حتّى ينفذ معه لمحاربة الأمير أبى الحسين أحمد بن بويه ودفعه عن الأهواز وأن يواقفه [2] على أن يكون عدّته خمسة آلاف رجل على أن يكون ماله ومال رجاله- إن أقام بواسط ولم ينفذ إلى الأهواز- ثمانمائة ألف دينار فى السنة يأخذها من مال واسط وإن نفذ إلى الأهواز وفتحها، ألف ألف وثلاثمائة ألف دينار فى السنة يأخذها من مال الأهواز.
ولمّا وصل علىّ بن خلف إلى واسط ولقى بجكم، رأى بجكم أن يستكتبه ورأى علىّ بن خلف أن يكتب له. فخلع عليه وأقام عنده بواسط وأخذ جميع