وعرف البريدي ذلك فمنع العارض والتنوخي من الرجوع [575] واستحكمت الوحشة.
واتّصل ذلك ببجكم فأنفذ قائدا من قوّاده يقال له: بالبا، فى ألفى رجل من الأكراد والأعراب والحشر والإثبات والمولّدين إلى السوس وجنديسابور للغلبة عليها وكاتبا يعرف بالفيّاضى وأقام البريدي ببناتاذر غالبا على أسافل الأهواز وتغلّب المخلديّة على تستر وبقي الأمير أحمد بن بويه لا يملك من كور الأهواز إلّا عسكر مكرم قصبها دون ما سواها فإنّ أبا محمّد المهلّبى- وكان فى هذا الوقت وكيل أبى زكريّا السوسي- قطع المعابر وغلب على الحميديّة والمسكول [1] وقتل عاملا كان هناك بيد الأعراب والرجّالة الذين أثبتهم. فكانت الصورة فيما دهم أحمد بن بويه غليظة جدّا واضطرب رجاله وفارقوه بأجمعهم وعملوا على الرجوع إلى فارس فعاضده اسفهدوست وموسى فياذه حتّى تلافوهم وردّوهم وضمنوا لهم أن يرضوهم بعد شهر.
وكتب أحمد ابن بويه إلى أخيه بالصورة فأنفذ قائدا من قوّاده كان ساربان حماله [2] عظيم المحلّ من أهل البأس والنجدة ثقة عنده يعرف ببلّ فى ثلاثمائة رجل من الديلم ومعه خمسمائة ألف [درهم] ووافى معه كوردفير لأنّ الأمير أبا الحسين استدعاه لأنّه كان وزيره بكرمان [576] فلمّا حصل عنده كوردفير استكتبه للوقت وخلع عليه وأبو علىّ العارض معتقل ببناتاذر فى يد البريدي واتّهمه بمطابقة البريدي على جميع ما عمله أوّلا وآخرا وكان الأمير مبغضا له وإنّما ضمّه إليه أخوه الأمير علىّ بن بويه لأنّه كان شاهده وزيرا لما كان الديلمي وكان كبيرا فى نفسه وكان بجكم مملوكا له فطلبه منه ما كان فأهداه إليه.