خراجية ولإشفاق الأمير أحمد بن بويه من إنكار أخيه علىّ بن بويه هرب البريدي استجاب إلى حكمه.

وانتقل إلى عسكر مكرم وأقام بها فى ظاهر داراباذ [1] وكتب إلى البريدي كتابا أنّه قد أخلى الأهواز. فانتقل البريدي من الباسيان إلى بناتاذر وأنفذ إلى سوق الأهواز من يخلفه بها. وكتب إلى الأمير أنّ نفسه لا تسكن إلى أن تقيم فى بلد على ثمانية فراسخ منه. لأنّه لا يأمن [574] كبسه ليلا وسامه أن ينتقل إلى السوس فتبعد الدار بينهما. فترسّل فى ذلك القاضي أبو القاسم التنوخي وأبو علىّ العارض واستقرّت الحال على أن يحمل البريدي ثلاثين ألف دينار إليه لينهضه. فردّ غلامي هذين الرسولين مع غلام له بأربعة عشر ألف دينار وكتب بأنّه يوفيه تتمة الثلاثين الألف الدينار بالسوس فاجتمع دلّان وكان كاتب جيش الأمير أحمد بن بويه وأبو جعفر الصيمري وكان تابعا لدلّان وأبو الحسن المافرّوخى وكان يتولّى عسكر مكرم للأمير ويجزف ويأخذ المال من حيث لاح له، فقالوا للأمير أبى الحسين:

- «قد سلك معك البريدي طرقه مع ياقوت وأخذ يبعدك إلى السوس ويضايقك حتّى يفلّ الرجال عنك ثمّ يأخذ المعابر إلى نفسه- وبين الأهواز وبين عسكر مكرم وتستر وبين السوس دجلة- ويحتال فى تحصيلك إن استوى له.» فاقشعرّ الأمير أبو الحسين من ذلك وامتنع أن يخرج من عسكر مكرم وقال:

- «هي على سمت الطريق إلى فارس ولست أبعد عن الأمير الكبير هذا البعد حتّى يقطع بيني وبينه دجلة أوّلا ثمّ المسرقان.»

طور بواسطة نورين ميديا © 2015