فشاوره.
فقال له:
- «هذا شيء ما جرت به عادتي.» [58] واستعفاه وقال:
- «إنّما أشاور فى العمّال.» فأظهر العبّاس غضبا وقال:
- «هذه محاجزة وليس يخفى عليك [1] .» وألحّ عليه فقال له:
- «إن كان رأى الوزير قد تقرّر على إنسان بعينه فليستخر الله ويمضى عزمه.» قال ابن الفرات: فعلم أنّى قد عنيت ابن المعتزّ لاشتهار الخبر به فقال لى:
- «ليس أريد منك إلّا أن تمحضنى النصيحة.» فقلت له:
- «إذا أراد الوزير ذلك فإنّى أقول: اتق الله ولا تنصب فى هذا الأمر من قد عرف دار هذا ونعمة هذا وبستان هذا وجارية هذا وضيعة هذا وفرس هذا، ومن لقى الناس ولقوه وعرف [2] الأمور وتحنّك وحسب حساب نعم الناس.» قال: فاستعاد ذلك منّى الوزير دفعات، ثمّ قال:
- «فى من تشير؟» فقلت: «بجعفر بن المعتضد.» فقال: «ويحك جعفر صبىّ.»