رجل فى فلاة لا زرع عندي ولا ضرع، ولا لى بلد وقد رضيت بخشونة العيش والأمن على المهجة والعزّ بأطراف الرماح.
- «وانظر فإنّى ما اغتصبتك بلدا كان فى يدك ولا أزلت سلطانك عن عمل جليل ومع هذا فوالله لو أنفذت إلىّ جيشك كلّه ما جاز أن تظفر بى ولا تنالني. لأنّى رجل نشأت فى هذا القشف فتعوّدته أنا ورجالي، فلا مشقّة علينا فيه ونحن فى أوطاننا مستريحون [15] وأنت تنفذ جيشك من الحموش [1] والثلج والرياحين والندّ ثمّ يجيئون من مسافة بعيدة وطريق شاقّ وقد قتلهم السفر قبل قتالنا، وإنّما غرضهم أن يبلوا عذرا فى قتالنا ومواقعتنا ساعة ثمّ يهربون. فإن حقفوا مع ما قد لحقهم من وعثاء السفر وشدّة الجهد كان أكبر أعوانى عليهم، فما هو إلّا أن حققت عليهم حتّى ينهزموا،- «وتقول وأكثر ما يقدرون عليه أن يجيئوا فيستريحوا ثمّ تكون عدّتهم كثيرة وبصيرتهم قويّة، فحينئذ لا تكون لى بهم قبل فانهزم، فلا يقدر جيشك أن يتبعوني إلّا مسافة قريبة، فما هو [إلّا] [2] أن أبعد عشرين فرسخا أو ثلاثين وأجول فى الصحراء شهرا أو شهرين، ثمّ أكبسهم على غرّة حتّى أقتل جميعهم. وإن لم يتمّ لى هذا وكانوا متحرزين فما يمكنهم أن