من الزاد والماء وأمر الرجال الذين وجّههم معه أن يردّوه إلى مأمنه فساروا به إلى بعض سواحل [1] البحر فصادف به مركبا فحمله حتّى صار إلى الأبلّة فخلع عليه المعتضد وصرفه إلى منزله.

فتحدّث القاضي أبو الحسين محمّد بن عبد الواحد الهاشمي قال [2] :

سمعت العبّاس بن عمرو الغنوي يقول: لمّا أسرنى أبو سعيد الجنّابى القرمطى وكسر العسكر الذي كان أنفذه [14] المعتضد لقتاله وجعلت أسيرا فى يده، يئست من الحياة. فإنّى يوما على ذلك إذ جاءني رسوله فأخذ قيودي وغيّر ثيابي وأدخلنى إليه فسلّمت وجلست فقال:

- «أتدرى لم استدعيتك؟» قلت: «لا.» قال: «أنت رجل عربي ومن المحال أن أستودعك أمانة فتخفرها ولا سيما مع منّى عليك بنفسك.» فقلت: «هو كذلك.» قال: «إنّى فكّرت فى قتلك فلم أر فيه طائلا وفى نفسي رسالة إلى المعتضد لا يجوز أن يؤدّيها غيرك فرأيت إطلاقك وتحميلك إيّاها فإن حلفت لى إنّك تؤدّيها سيّرتك إليه.» فحلفت له، فقال:

- «تقول للمعتضد: يا هذا لم تخرق [3] هيبتك وتقتل رجالك وتطمع أعداءك فى نفسك بإنفاذ الجيوش إلىّ، وإنّما أنا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015