العبّاس، فغادى القرامطة الحرب، فاقتتلوا قتالا شديدا.
ثمّ إنّ صاحب ميسرة العبّاس حمل فى زهاء مائة من أصحابه على ميمنة أبى سعيد، فوغلوا فيهم فقتل هو وجميع من معه، وحمل الجنّابى وأصحابه على العبّاس فانهزم أصحابه واستأسر العبّاس وأسر من أصحابه زهاء سبعمائة رجل، واحتوى الجنّابى على ما فى عسكر العبّاس.
فلمّا كان الغد من يوم الوقعة أحضر الجنّابى من أسر من أصحاب العبّاس، فقتلهم جميعا ثمّ أمر بحطب فطرح عليهم وأحرقهم.
وصار الجنّابى إلى هجر وآمن أهلها وانصرف فلّ العبّاس يريدون البصرة ولم يكن أفلت منهم إلّا القليل بغير أزواد. فخرج إليهم جماعة من البصرة بنحو من أربعمائة راحلة عليها [13] الأطعمة والكسى والماء فخرج عليهم بنو أسد فأخذوا تلك الرواحل بما عليها، وقتلوا جماعة ممّن كان مع تلك الرواحل ممّن أفلت من أصحاب عمرو، فاضطربت البصرة لذلك اضطرابا شديدا وهمّوا بأن ينتقلوا عنها وخافوا هجوم القرامطة عليهم.
ثمّ وردت على السلطان خريطة من الأبلّة بموافاة العبّاس بن عمرو فى مركب من مراكب البحر، وأنّ أبا سعيد أطلقه خادما له. [1] ثمّ ورد العبّاس بن عمرو مدينة السلام وصار إلى دار المعتضد بالثريّا.
فذكر أنّه بقي عند الجنّابى أيّاما بعد الوقعة ثمّ دعا به فقال:
- «أتحب أن أطلقك؟» قال: «نعم.» قال: «امض وعرّف الذي وجّه بك ما رأيت.» وحمله على رواحل وضمّ إليه قوما من أصحابه وحمّلهم ما يحتاجون إليه