قالت: وجاء شفيع عشيّة من العشايا إلى أبى ليلى فقعد معه يحدّثه، فسأله أبو ليلى أن يشرب معه أقداحا، ففعل. ثمّ قام الخادم لحاجته، فأمرنى أبو ليلى ففرشت فراشه فجعل عليه ثيابا فى موضع الإنسان من الفراش، وصيّره كهيئة الرجل النائم وغطّاه، وأمرنى أن أقعد عند رجل ذلك الشيء المعمول من الثياب كأنّى أغمّزه [1] . وقال:

- «إذا جاء شفيع لينظر إلىّ فقولي: هو نائم. ليقفل الباب على عادته، ويظنّ أنّى فى الفراش.» ثمّ خرج أبو ليلى واختفى فى موضع فيه [6] متاع فى صفّة فيها باب هذا البيت، وجاء شفيع فنظر إلى الفراش وسأل الجارية عن خبر أبى ليلى، فأخبرته أنّه نائم وأقفل الباب. فلمّا [2] نام الخادم ومن معه فى الدار التي فى القلعة خرج أبو ليلى، فأخذ السيف من تحت فراش شفيع وضربه به حتّى برد. ووثب الغلمان الذين كانوا حوله نياما فزعين، فاعتزلهم أبو ليلى والسيف بيده، وقال لهم:

- «أنا أبو ليلى وقد قتلت شفيعا ولئن تقدّم إلىّ واحد منكم لأقتلنّه، وأنتم آمنون، فاخرجوا من هذه الدار حتّى أكلّمكم بما أريد.» ففتحوا باب القلعة واجتمع كلّ من كان فى القلعة فكلّمهم ووعدهم بالإحسان وأخذ عليهم الأيمان. فلمّا أصبح نزل ووجّه إلى الأكراد وأهل الرموم [3] فجمعهم وفرّق فيهم مالا وخرج مخالفا على السلطان.

ثمّ مضى إلى إصبهان، فواقعه عيسى النّوشرى، فأصاب أبا ليلى سهم فى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015