عن بنيك. فأصبح سليمان مسرورا. وجلس على كرسي الملك فأتته امرأتان تختصمان اليه في صبي تدّعي كل واحدة منهما انه ولدها. فقال سليمان لسيافه: اقطع الصبي بنصفين وأعط لكل واحدة نصفه. فقالت الواحدة: نعم حتى لا يكون لي ولا لها.

وقالت الاخرى: ادفعه إليها ايها الملك ولا تقتله. فعلم سليمان انه ابنها فدفعه إليها. فرأى بنو إسرائيل ذلك وتحققوا ان الله قد آتى سليمان حكمة وعلما. وخضع الملوك له وهادنوه.

وكان ارتفاع مملكته التي هي اربعمائة فرسخ في مثلها في عام ستمائة ألف وستمائة وستين قنطارا ذهبا سوى الهدايا وأرباع المتاجر. والقنطار وهو الككر [1] على ما في التوراة ثلثة آلاف مثقال بمثاقيل القدس كل مثقال خمسة مثاقيل بمثقالنا. وكان ما يحتاج اليه سليمان.

لمائدته في كل يوم من الدقيق مائة كرّ. ومن الثيران ثلثين رأسا. ومن الغنم مائة رأس.

سوى الظباء والأيايل وانواع الطيور. وكان له سبعمائة زوجة من الحرائر وثلاثمائة جارية من السراريّ وأربعون ألف رأس من الخيل. وفي رابع سنة لملكه شرع في بنيان بيت المقدس وهو المعروف بالمسجد الأقصى في جبل الاموريين في اندر أران [2] اليبوسي وطوله ستون ذراعا وعرضه عشرون ذراعا وعلوه ثلثون ذراعا. وتممه في سبع سنين. وفي سنة اربع وعشرين من ملكه خرب مدينة انطاكية وبنى سبع مدن من جملتها تذمر.

ولما شيّد سليمان بيت الرب شكر الله ودعا لبني إسرائيل بالبركة وجثا على ركبتيه وبسط يديه الى السماء وقال: اللهم إله إسرائيل ليس مثلك في السموات العلى ولا في الأرضين السّفلى قد وفيت لعبدك داود بالوعد الذي وعدته فأسألك انه ان اثم بنو إسرائيل وانهزموا من أعدائهم ودعوك في هذا البيت فاستجب لهم واغفر خطاياهم وانصرهم على أعدائهم. وإذا أثموا فاحتبس عنهم المطر فأتوا هذا البيت فأهطل لهم مطرا وارو أرضهم بغيثك. وإذا كان في الأرض جوع او جراد او موت او مرض فاستغاثوا إليك فاستجب لهم. وإذا اتى احد الأمم الغريبة الى هذا البيت ودعاك فاستجب له لتعلم شعوب الأرض انك أنت الله وحدك فيخافوك.

ثم قرّب قرابين من الذبائح اثنين وعشرين ألف ثور ومائة وعشرين ألف رأس غنم وجعل ذلك عيدا لله سبعة ايام. فكان الملوك يقصدونه ليسمعوا حكمته ويأتونه بالهدايا النفيسة من الذهب والفضة والجواهر والثياب والطيب والسلاح والخيل. وأتته ملكة التيمن وقدمت له مائة وعشرين قنطارا من الذهب وطيبا وجواهر ثمينة وقالت له: يا سليمان لقد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015