(سليمان بن داود)

ووجوده ذاته واما حياته وحكمته فمعنيان اضافيان لا يوجبان اختلافا في الذات. وله كتاب في بطلان المعاد الروحاني فضلا عن الجسماني. وقد انتحل مذهبه سليمان بن داود في كتابه الذي يسمّي [1] فيه نفسه قوهلاث اي الجامع الذي ذهب فيه مذهب الدهرية [2] واعلم انه قد يوجد فيما يفتش عنه من الكتب اختلاف كثير في تواريخ سني الفلاسفة. فذكر في بعضها ان ثاليس الملطيّ هو أول من تفلسف من اليونانيين وان الشعر ظهر في أمّة يونان قبل الفلسفة بمائتين من السنين وأبدعه او ميروس. وذكر كيريلوس في كتابه الذي ردّ فيه على يوليانوس فيما ناقض به الإنجيل ان كون ثاليس قبل ابتداء ملك بختنصر بثمان وعشرين سنة. وقال فرفوريوس: ان ثاليس ظهر بعد بختنصر بمائة سنة وثلث وعشرين سنة. وقال آخر: ان أول من تفلسف فيثاغورس.

وقال بعض الاسلاميّين: ان أول من وصف بالحكمة كان لقمان وكان في زمان داود النبيّ ومنه أخذ امبيذوقليس. ولأن غرضنا ههنا ليس تحقيق سني الفلاسفة ولكن ذكر بعض أحوالهم المتشبهة بما يحمد من سيرهم والتذاذ النفس بسماع بعض نكتهم التي جمعت الى الحكمة الفكاهة والى الفائدة المؤانسة والى الجد المهازلة والى الوقار التبسّم [3] وهي أنفاس تهادت بين نفوس كريمة وسحائب درّت عن عقول شريفة فلا علينا أكانت الازمنة التي أورد فيها ذكرهم هي أزمنتهم بأعيانها او لم تكن. والذي أثبتناه ههنا من اوقات هذه الفلاسفة المتقدمين هو ما نقلناه من كتابي اوسابيوس واندرونيقوس المؤرخين لما رأيناه من موافقة أفضل المجتهدين يعقوب الرهاوي المبرّز في اللغات الثلث العبرانية واليونانية والسريانية.

(سليمان بن داود)

ولي الملك وهو ابن اثنتي عشرة سنة وعند ذلك اوحى الله اليه في المنام وقال له: سلني ما أحببت حتى أعطيكه. فقال سليمان: يا ربي قوّتي تعجز عن التدبير ولا علم لي بالقضاء بين شعبك فامنحني قلبا فهما وعقلا رزينا. فقال له:

سأعطيك ما لم يكن لأحد من الملوك. وان سلكت سبيلي أطلت عمرك ولا أزلت الملك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015