زاد خبرك على خبرك. طوبى نسائك طوبى عبيدك السامعين حكمتك. يكون الرب إلهك مباركا. وأعطاها سليمان من جميع الألطاف أحسنها وعادت الى بلدها.
ولسليمان كتاب في الغزل ومراودة النساء يسمى شيرث شيرين [1] اي مدحة المدائح ظاهره ينبئ انه يغازل فيه ابنة فرعون السمراء وتغازله. والعلماء منا اوّلوه فقالوا ان العاشقة النفس الناطقة التي حال حسنها بالشوائب البدنية ومعشوقها باريها المعشوق لذاته من ذاته ومن المبتهجين به. وله ايضا كتاب الأمثال في الحكمة العملية ناهيك من كتاب [2] .
ومات سليمان ودفن في تربة أبيه داود [3] .
لم يخلف سليمان ولدا سوى هذا رحبعم. فأجلسه بنو إسرائيل مكان أبيه في الملك وقالوا له: ان أباك جفا علينا في المعاملة فخفّف أنت عنا. فأجابهم بعد ثلثة ايام شاور فيها أقرانه قائلا: ان خنصري اغلظ من إبهام ابي وان كان ابي ادّبكم بالقضبان فانا اعاقبكم بالسياط. فقال بنو إسرائيل: لا سهم لنا مع بيت داود ولا قسمة لنا مع آل ايشي عليكم بمنازلكم يا بني إسرائيل. فمضى كل انسان الى بيته. وانفذ رحبعم رسوله الى قرى بني إسرائيل يستعطفهم فرجموه بالحجارة ومات.
وكان لسليمان غلام شجاع نجيب اسمه يوربعام بن ناباط فملكته العشرة الأسباط عليهم بأرض السامرة. وبقي لرحبعم بن سليمان سبطا يهوذا وبنيامين وجعل كرسي مملكته باورشليم. فحاول يوربعام تزهيد بني إسرائيل عن زيارة بيت المقدس واتخذ عجلين من ذهب ونصبهما بمدينة دان [4] وهي بانياس [5] وقال لهم: اغتنموا قرب الطريق وترك الكلفة في السفر الى أورشليم فهذان إلاهاك يا إسرائيل اللذان اخرجاك من مصر. فأرسل الله نبيا اسمه شمعي الى يوربعام. فسار اليه وصادفه يبخر قدام عجليه بخورا. فحلت روح الله على النبي وقال: ايها المذبح انصت لقول الرب. سيولد لآل داود ابن اسمه يوشيا يذبح عليك كهنتك ويحرق عظام قوّامك عليك. وآية ذلك انك تنصدع الآن وينزل الرماد عنك. فصار كما قال.