ملكه على رأي اوسابيوس أربعين سنة وعلى رأي انيانوس عشرين سنة.
لما قتل شاول استقام داود في ملكه وقال لناثان النبي يومئذ:
انا ساكن في بيوت الارز وسكينة الرب (يعني مسكن الزمان) في الخيم. أفلا ابني له بيتا.
فأوحى الله الى ناثان النبي وقال له: قل لعبدي داود: لا تبني لي بيتا لان ابنك الذي أقيمه مكانك هو يبني بيتا على اسمي. ثم تقدم داود الى يوآب قائد جيشه ليحصي عدد مقاتلة بني إسرائيل. فغاب يوآب عنه في مدن بني إسرائيل وقراهم تسعة أشهر وعشرين يوما. ثم أتاه وقال له: وجدت عدّة مقاتلة بني إسرائيل ثمانمائة ألف رجل وبني يهوذا خمسمائة ألف نفس. فأوحى الله الى جاد النبيّ قائلا: قل لداود: قد رأيت الغلبة بكثرة جيوشك ولم تعلم اني الناصر. فها انا مبتليك عن ذلك بإحدى ثلث. فاختر واحدة منهنّ اما قحط سبع سنين واما استيلاء عدو ثلثة أشهر واما موتان ثلثة ايام. فقال داود:
أن تكون يد الله مؤدّبتنا خير لنا. فاختار الموت. فمات من الصبح الى ثلث ساعات.
من النهار سبعون ألفا من رجال بني إسرائيل. فقال داود: إله وسيدي ان كنت اخطأت فما ذنب هذه الغنم. أحلل عقوبتك بي وببيت ابي. فرفع الله الموت عنهم. وأتاه مع الملك النبوءة وتلا الزبور وانتخب من سبط لاوي ثماني وثمانين [1] ومائتي شيخ يرتّلون المزامير ترتيلا كل أسبوع اربعة وعشرون منهم اثنا عشر في صف واثنا عشر في آخر.
ثم ان داود كبر وبردت حرارة جسمه فطلبوا له فتاة عذراء اسمها ابيشاع الشيلومية، فكانت تحتضنه وتدفئه ليلا. ولما حضرت وفاته عهد الى سليمان ابنه وملّكه في حياته وقال له: تشجّع وتقو وكن رجلا واحفظ نواميس ربّك وصدق قول الله الذي قال لي:
ان حفظ بنوك وصاياي لا يزال رجل من نسلك يجلس على كرسيك الى انقضاء العالم.
وكان عمر داود حين ملك ثلثين سنة وعاش في الملك أربعين سنة وتزوج ثلث نسوة سوى امرأة أوريا أم سليمان وكان له سبعة عشر ولدا. ومات ودفن في أورشليم.
وفي سنة ثمان وعشرين من ملك داود بنيت مدينة أفسوس ومدينة ساموس. وفي زمانه كان امبيذقليس الحكيم احد الأساطين الخمسة أعنيه [2] وفيثاغورس وسقراط وفلاطون وارسطوطاليس. وهو أول من نفى الصفات عن ذات الباري تعالى قائلا: ذاته وجوده