أخاه علاء الدين وكتب معه كتاب يذكر فيها: انني قد سيّرت اخي علاء الدين وهو سلطان مثلي وانا لم يمكنني المجيء بسبب ان اتابكي ومدبري جلال الدين قرطاي قد مات وظهر لي [1] اعداء من ناحية المغرب فإذا كفيت شرّهم جئت المرّة الاخرى.
فلما سار علاء الدين توفي في الطريق ولم يصل الى الاردو. وأراد عزّ الدين ان يقتل ركن الدين أخاه الآخر ويأمن غائلته فأحسّ الأمراء بذلك وهرّبوه بأن ألبسوه ثياب بعض غلمان الطباخين ووضعوا على رأسه خوانجه فيها طعام وأخرجوه من الدار والقلعة في جماعة من الصبيان قد حملوا طعاما الى بعض الدور. فلما خرج اركبوه فرسا وساروا به حتى اوصلوه الى قيسارية وانضم اليه هناك جماعة من الأمراء وجيشوا وتوجهوا نحو قونية ليحاربوا عزّ الدين. فبرز إليهم عزّ الدين بمن معه من العسكر فكسرهم وهزمهم وأسر ركن الدين أخاه واعتقله بقلعة دوالوا. وفي سنة ثلث وخمسين وستمائة وصل رسول بايجو نوين الى السلطان عزّ الدين يطلب منه مكانا يشتي به لان بلد موغان الذي كان يشتو به صار مشتى لهولاكو. فأبى السلطان ان يجيبه الى ذلك وطمع فيه وظنّه منهزما بين يدي هولاكو وجيّش وحاربه عند خان السلطان بين قونية واقسروا وانكسر عزّ الدين وهرب متوغلا في بلاده الداخلة. فأخرج بايجو أخاه ركن الدين من الحبس وملكه على جميع بلاد الروم.
وفيها وصل الملك حاتم ودخل بلده أول أيلول وكان مجيئه صحبة بايجو نوين. وفيها في شهر شعبان نزل هولاكو بمروج مدينة سمرقند واقام بها أربعين يوما. وهناك أدرك أخاه سنتاي اغول اجله وأخبر بوفاة أخيه الآخر في طرف بالدر فتكدر خاطره لهاتين الوقعتين فوصل اليه الأمير ارغون واكثر أكابر خراسان وقوّوا عزمهم فعبروا ماء جيحون وكان الوقت شتاء شديد البرد لا يقشع الغيم ولا ينقطع وقوع الثلج من تلك البقاع الى وقت حلول الشمس برج الحمل. فأمر الأمراء ان يقصدوا في عساكرهم قلاع الملاحدة وكان مقدم الإسماعيلية يومئذ ركن الدين خوزشاه بن علاء الدين فأخرب خمس قلاع من قلاعه التي لم يكن فيها ذخائر للحصار. واقبل رسول هولاكو الى حدّ قصران.
وكان كيدبوقا قد سبق ففتح قلعة شاهديز [2] وثلثا أخر من قلاعهم. ولما وصل ايلخان الى عباساباذ سيّر ركن الدين الى العبودية صبيا عمره نحو سبع او ثماني سنين وذكر انه ولده. فلم يخف صنيعه على هولاكو ولكن لم يكاشفه في ذلك بل اعزّ الصبي وأكرمه