ثم اعاده اليه. وبعد وصول هذا الابن المزوّر الى ركن الدين سيّر أخاه شيران شاه في ثلاثمائة رجل على سبيل الحشر. فسيّر هولاكو الثلاثمائة الى جمالاباذ من بلد قزوين وأعاد أخاه محملا رسالة اليه وهي انه الى خمسة ايام ان لم يصل بنفسه الى الخدمة يحكم قلعته ويستعد للحرب. فأرسل رسول يقول: انه لا يتجاسر على الخروج خوفا من حشمه الذين معه داخل القلعة لئلا يثبوا به فإذا وجد فرصة جاء. فعرف هولاكو انه مماطل مدافع من وقت الى آخر فرحل رابع عشر شوال من سنة اربع وخمسين وستمائة من بيشكام [1] ونزل على القلعة المحاذية لميمون دره وتقدم بقتل الثلاثمائة رجل من الملاحدة الذين كانوا بجمالاباذ قزوين سرّا وصار اهل قزوين يضربون بذلك مثلا لمن يقتل فيقولون: انبعث الى جمالاباذ. ولما عاين ركن الدين نزول هولاكو بالقرب سيّر رسولا يقول: ان سبب تماطلي لم يكن غير انني ما كنت احقق وصوله المبارك والآن انا نازل اليوم او غدا. وكان تلك الليلة ليلة الميلاد. فلما عزم على الخروج ثاوره العلاة [2] من الملاحدة وواثبه الفدائيون ولم يمكّنوه من الخروج. فسيّر الى هولاكو واعلمه ما هم عليه من التمرّد. فأمره ان يداري الوقت معهم محافظا نفسه منهم وكيف ما كان يحتال للنزول ولو متنكرا. وتقدم الى الأمراء ليحتفّوا بالقلعة وينصبوا المنجنيقات ويقاتل كل منهم من يقاتله من الإسماعيلية. فلما اشتغل الملاحدة بقتال المغول نزل ركن الدين ومعه ولده وخواصه الى عبودية هولاكو واظهر الخجلة بل الندامة معترفا بما اقترفه في الأيام الماضية من الجرائم والآثام. فشملته لطائف عواطف ايلخان وبدل ما عند ركن الدين من الاستيحاش والاستنفار بالاستيناس والاستبشار. ولما تحقق من بالقلعة ما نال صاحبهم من الطمأنينة والكرامة سلموا القلعة ونزلوا عنها فحاول المغول هدمها وفتحوا ايضا جميع القلاع التي في ذلك الوادي. وتوجّه ايلجي الى متولّي قلعة ألموت ليتبع مولاه ركن الدين في توخي الايلية وتسليم القلعة. فأبى الّا العصيان الى ان نازله بلغاي اغول في عساكر جمة فطلب الامان وسلمها وخرج عنها في أواخر ذي القعدة من السنة المذكورة. وفي تلك الأيام وصل شمس الدين محتشم قلاع قهستان وأخذ يرليغا وسار معه اصحاب ركن الدين الى قهستان ليخرب جميع القلاع التي هناك وهي تزيد على خمسين حصنا حصينا وتسلموها وفتحوها الّا قلعتين منها هما كرذكوه وكمشير [3] فإنهم