خمسين وستمائة توجهت اغول غانميش وجماعتها في عساكرهم نحو اردو مونككا خان.
وكان المقدّم على جيوشهم سيرامون وناقوا. ولما قربوا اتفق ان رجلا من اردو مونككا قاان من الذين يربّون السباع لأولاد الملك هرب منه اسد فخرج في طلبه دائرا عليه بالجبال والصحاري فاجتاز بطرف من عسكر سيرامون ولقي صبيا منهم قد انكسرت عجلته وهو جالس عندها. فلما رأى السبّاع المذكور مجتازا استدعاه ليستعين به في ترميم عجلته فأجابه السبّاع الى ذلك ونزل من فرسه وأخذ يصلح معه العجلة. فوقع بصره على اسلحة مستورة في باطن العجلة فسأل الغلام عنها. فقال له: ما أغفلك كأنك لست منا كيف لم تعرف ان كل العجل التي معنا كهذه مشحونة بآلات الحرب. فلما تحقق ذلك ترك طلب الأسد الآبق وسار مسيرة ثلثة ايام في يوم واحد عائدا الى أصحابه وأعلمهم بما رأى وسمع. فأمر مونككا قاان ان يمضي إليهم منكسار في الفي فارس ويستكشف حالهم.
فمضى وذكر لهم ما نقل عنهم فلم يتمالكوا وداخلهم الرعب ولم يسعهم الّا التسليم لما يقضى عليهم. ولما حضر الكبير منهم والصغير وقع السؤال وثبتت الجريمة عليهم فجوزوا بما استوجبوا من الهلاك وتقسيم عساكرهم على الأولاد والأمراء. ولما فرغ خاطر مونككا قاان من امر المخالفين شرع في ترتيب العساكر وضبط الممالك فأقطع بلاد الخطا من حدّ الميري الى سليكاي وتنكوت وتبّت لقبلاي اغول أخيه. والبلاد الغربية لهولاكو أخيه الآخر ومن جهة تحصيل الأموال. وولّى على البلاد الشرقية من شاطئ جيحون الى منتهى بلاد الخطا الصاحب المعظم يلواج وولده مسعود بيك. وعلى ممالك خراسان ومازندران وهندوستان والعراق وفارس وكرمان ولور وارّان واذربيجان وكرجستان والموصل والشام الأمير ارغون اغا. وامر ان المتموّل الكبير ببلاد الخطا يؤدي في السنة خمسة عشر دينارا والوضيع دينارا واحدا. وببلاد خراسان يزن المتموّل في السنة عشرة دنانير والفقير دينارا واحدا. ومن مراعي ذوات الأربع الذي يسمّونه قويجور يؤخذ من كل من له مائة رأس من جنس واحد رأس واحد ومن ليس له مائة لا يؤخذ منه شيء.
واطلق العباد وارباب الدين من الوثنيين والنصارى والمسلمين من جميع المؤونات والأوزان والتكليفات.
وفيها وهي سنة ألف وخمسمائة وثلث وستين للإسكندر توجّه حاتم ملك الأرمن الى خدمة مونككا قاان أخذ قربان خميس الفصح ورحل عن مدينة سيس يوم الجمعة [1] الصلبوت وخرج متنكرا مع رسول له بزيّ بعض الغلمان وأخذ على يده جنيبا يجذبه خلف