معه خائبا خاسرا. وفيها ملك بدر الدين لؤلؤ جزيرة ابن عمر [1] وأسر صاحبها الملك مسعود بن الملك المعظم من بيت أتابك زنكي وسيّره في ركوة الى الموصل وتقدّم الى من وكل به ليرميه ليلة في دجلة فغرقوه وأخبروا انه رمى نفسه وهم نيام ولم يحسّوا بما فعل.
وفيها اجتمع أولاد الملوك وأمراء المغول فوصل من حدود قراقورم مونككا [2] بن تولي خان.
واما سيرامون وباقي أحفاد وخواتين قاان فسيّروا قنقورتقاي وكتبوا خطهم انه قائم مقامهم وان باتوا هو اكبر الأولاد وهو الحاكم وهو راضون بما يرضاه. واما اغول غانميش خاتون زوجة كيوك خان ومن معها من أولاد الملوك فوصلوا الى خدمة باتوا ولم يقيموا عنده اكثر من يوم بل رجعوا الى أوردوهم واستنابوا أميرا منهم يقال له تيمور نوين وأذنوا له ان يوافق ما يتفق عليه الجمع كله وان اختلفت الأهواء لا يطيع أحدا حتى يعلمهم كيفية الحال. فبقى جغاتاي ومونككا وسائر من كان حاضرا من الأولاد والأحفاد والأمراء يتشاورون أياما في هذا الأمر وفوضوا الأمر الى باتوا لأنه اكبر الجماعة واشدّهم رأيا. فبعد ثلثة ايام من يوم التفويض قال: ان مثل هذا الخطب الخطير ليس فينا من يفي بحق القيام به غير مونككا فوافقوه كلهم على ذلك وأجلسوه على سرير المملكة وباتوا مع باقي الأولاد والأكابر خدموه جاثين على ركبهم كالعادة. وانصرف كل واحد الى مقامه على بناء انهم يجتمعون في السنة المقبلة ويعملون مجمعا كبيرا ليحضره من الأولاد والأكابر من لم يحضر الآن. وفي سنة تسع وأربعين وستمائة في وقت الربيع حضر اكثر الأولاد مثل بركة اغول واخوه بغاتيمور وعمهم الجتاي الكبير والأمراء المعتبرين من اردو جنكزخان. وفي اليوم التاسع من ربيع الآخر كشفوا رؤوسهم ورموا مناطقهم على أكتافهم ورفعوا مونككا على سرير المملكة ومونككا قاان سمّوه وجثوا على ركبهم تسع مرات. وكان له حينئذ سبعة من الاخوة: قبلاي، هولاكو، اريغبوكا، موكا، بوجك، سبكو، سونتاي، فترتبوا جالسين على يمينه والخواتين على يساره وعملوا الفرحة سبعة ايام. وبينما هم يحسرون ويسرّون إذ وصل قدغان اغول وابن أخته [3] ملك اغول وقراهولاكو وقاموا بمراسم التهنئة وشرائط الخدمة. وكان الجماعة بانتظار اغول غانميش زوجة كيوك خان وولدها خواجة اغول وامرائهم ولم يصل بعد احد منهم. وفي سنة