بايع لي الناس. فمات في النصف من شوال حين أمن الموت على نفسه. وكان ابن ستين سنة وكانت خلافته من لدن قتل ابن الزبير ثلث عشرة سنة.

واختصّ بخدمة الحجاج بن يوسف تياذوق وثاودون الطبيبان. اما تياذوق فله تلاميذ اجلّاء تقدموا بعده ومنهم من أدرك الدولة العباسية كفرات بن شحناثا في زمن المنصور.

واما ثاودون فله كناش كبير عمله لابنه. وقيل دخل الى الحجاج يوما فقال له الحجاج:

اي شيء دواء أكل الطين. فقال: عزيمة مثلك ايها الأمير. فرمى الحجاج بالطين ولم يعد الى اكله بعدها.

(الوليد بن عبد الملك)

لما ولي الأمر أقر العمال على النواحي. وفي ولايته خرج قتيبة بن مسلم الى ما وراء النهر. فجاشت الترك والسغد والشاش وفرغانة واحدقوا به اربعة أشهر. ثم هزمهم وافتتح بخارا. ثم مضى حتى أناخ على سمرقند فافتتحها صلحا. وفي أيامه مات الحجاج. ذكروا انه اخذه السل وهجره النوم والرقاد. فلما احتضر قال لمنجم عنده: هل ترى ملكا يموت. قال: نعم ارى ملكا يموت اسمه كليب. فقال:

انا والله كليب بذلك سمتني أمي. قال المنجم: أنت والله تموت كذلك دلّت عليه النجوم. قال له الحجاج: لاقدمنّك امامي. فأمر به فضرب عنقه. ومات الحجاج وقد بلغ من السن ثلثا وخمسين سنة. وولي الحجاز والعراق عشرين سنة. وكان قتل من الاشراف والرؤساء مائة ألف وعشرين ألفا سوى العوام ومن قتل في معارك الحروب.

وكان مات في حبسه [1] خمسون ألف رجل وثلثون ألف امرأة. ومات الوليد سنة ست وتسعين وكانت ولايته تسع سنين وثمانية أشهر. وبنى مسجد دمشق وكان فيه كنيسة فهدمها. وبنى مسجد المدينة والمسجد الأقصى. واعطى المجذّمين ومنعهم من السؤال الى الناس. وأعطى كل مقعد خادما وكل ضرير قائدا. ومنع الكتّاب النصارى من ان يكتبوا الدفاتر بالرومية لكن بالعربية. وفتح في ولايته الأندلس وكاشغر والهند. وكان يمرّ بالبقّال فيقف عليه يأخذ منه حزمة بقل فيقول: بكم هذا. فيقول: بفلس. فيقول:

زد فيها. وكان صاحب ناء واتّخاذ للمصانع والضياع. وقيل انه كان لحّانا لا يحسن النحو. دخل عليه اعرابيّ فمتّ اليه بصهر له. فقال له الوليد: من ختنك بفتح النون.

فقال: بعض الأطباء. فقال سليمان: انما يريد امير المؤمنين من ختنك وضمّ النون.

فقال الاعرابي: نعم فلان. وذكر ختنه. وعاتبه أبوه عبد الملك على ذلك وقال له:

لا يلي العرب الّا من يحسن كلامهم. فجمع أهل النحو ودخل بيتا ولم يخرج منه ستة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015